ما عقوبة عقوق الوالدين ؟

عقوق الوالدين هو من الكبائر في الإسلام! ويعني إغضابهما بقولٍ أو فعل أو أي شيءٍ آخر.. وعقوبة العقوق هي عقوبة شديدة فعن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

ما عقوبة عقوق الوالدين ؟

ما عقوبة عقوق الوالدين ؟


كُلُّ ذُنُوبٍ يُؤَخِّرُ الله مِنْهَا مَا شَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلا الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ

أَوْ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ يُعَجِّلُ لَصَّاحِبِهَا فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْمَوْتِ“.

أخرجه البخاري في “الأدب المفرد” وصححه الألباني

في “صحيح الأدب المفرد (رقم 459.)

يقول النبي صلى الله عليه وسلم “ما من ذنب تعجل عقوبته في الدنيا قبل الآخرة مثل قطع الرحم وعقوق الوالدين” يعجل لصاحبه العذاب في الدنيا قبل الآخرة.

فمن عق والديه سيغضب الله عليه وستتوالى المصائب عليه ويعيش ذليلاً في الدنيا ولن يقبل عمله فقد جاء رجل إلى رسول الله فقال “يا رسول الله أرأيت إن أديت الصلاة وزكيت وحججت وصمت رمضان يقبل الله مني؟ فقال يقبل منك أنت مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إلا أن تكون عاق لوالديك قاطع لرحمك”

قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).

وقال أيضاً: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا ) (الإسراء/23-25)

واعلم يا أخي بأن عملك سيعود عليك ..فأنت ستكون أباً أو ستكونين أماً ومعاملتك مع والديك ستعود عليك مع ابنك ..فإن أنت بررتهما وقدمت لهما كل ما يحتاجانه فسوف يكون ابنك لك كذلك ..وإن لم تفعل فل يفعل أيضاً وسيعقك كما عققتهما!

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

( رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) )) رواه الترمذي وصححه ابن حبان))

ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ : دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده

ومن أمور العقوق أن يكذب الإنسان على والديه أو يصرخ بهما ..التكبر والترفع عليهما ..سبهما والتبرؤ منهما ..وأن يتسبب في بكائهما ..فكيف لنا أن نفعل ذلك وهما قد سهرا على تربيتنا وتعبت والدتنا في أشهر الحمل وقضت أوقاتها في تربيتنا مع والدنا .. فكيف لنا ذلك؟! أليس جزاء الإحسان بالإحسان؟! مالنا عميت أعيننا وصمت آذاننا وغرتنا الحياة الدنيا؟!

لا يجب أن يلهينا أي شيء عن برهما ..ولا يجب أن نقوم بأي شيءٍ يعقهما!

انظر كيف كان الصحابة مع والديهم! وانظر كيف حالنا نحن..

لما مات عمر بن ذر قالوا لأبيه ذر : “كيف كانت عشرته معك؟

قال: ما مشى معي قطّ في ليلٍ إلا كان أمامي، ولا مشى معي في نهار قط إلا

كان ورائي، ولا ارتقى سطحاً قطُّ كنت تحته”

روى عن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه كان يخشى أن يأكل مع أمه على مائدة

فقيل له في ذلك فقال: “أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتُها”

عن عون بن عبدالله أنه نادته أمه فأجابها ، فعلا صوته ، فأعتق رقبتين !!

أراد كهمس قتل عقرب ، فدخلت في جحرٍ، فأدخل يده خلفها فضربته، فقيل له :

“كيف تُدخل يدك في الجحر ؟ قال : خفتُ أن تخرج فتجيء إلى أمي فتلدغها”

هذه بعض القصص فأين نحن من ذلك؟! نرفع أصواتنا على والدينا ونقول أقوالاً لهما لا نهتم بها وهي تودي بنا إلى جهنم! علينا أن نفتح أعيننا من جديد ونتوب إلى الله ونعود إليهما ونبرهما قبل فوات الأوان!  اغتنم الفرصة فكم من أناسٍ ندموا على أيامٍ لم يبروا بهما والديهما وهما الآن تحت التراب ولم يعد لهم عملٌ معهما! فأسرع وقبل أيديهما ونل رضاهما حتى تنال رضا الله.

اللهم اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيراً وارزقني برهما يا رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *