كيفية الاستعداد لرمضان

﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ (سورة البقرة : 185)

كيفية الاستعداد لرمضان

كيفية الاستعداد لرمضان

اقترب قدوم شهر رمضان.. فماذا أعددنا له؟ وهل أنتَ مستعدٌ لاستقباله؟ وماذا جهزتَ له؟! ..لماذا لا نستعدُ منذ الآن ونرتب أمورنا لنستقبله أجمل استقبال لننال رضا الله وليكون رمضان هذا العام مختلفاً عن غيره ..فهل يجب أن نستعد له بقلوبنا أم ببطوننا؟!
لنتعرف على ما قاله خاتم الأنبياء والرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن هذا الشهر الكريم..
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم” (أخرجه الإمام أحمد في مسنده.)
ولنتعرف كيف كان رسولنا العظيم يستعد لهذا الشهر المبارك..
طرق الاستعداد لشهر رمضان
الصيام في شهر شعبان فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ.
رواه البخاري (1868) ومسلم ( 1156)
عَنْ أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ، قَالَ: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ .)
رواه النسائي (2357) وحسَّنه الألباني في “صحيح النسائي “.
فهكذا يجب أن نهيئ أنفسنا للصيام منذ شهر شعبان فنحصل على الثواب ونستعد لشهر الصيام.

ويجب أيضاً الإكثار من قراءة القرآن في شهر شعبان
قال سلمة بن كهيل : كان يقال شهر شعبان شهر القراء .
وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن .
وقال أبو بكر البلخي : شهر رجب شهر الزرع ، وشهر شعبان شهر سقي الزرع ، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع .
وقال –أيضاً-: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان. وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان، هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات.
وهكذا نستعد لشهر رمضان منذ رجب وشعبان ويجب أيضاً على الإنسان أن يتوب توبةً صادقة فالتوبة واجبة دائماً وعليه أن يتوب قبل شهر رمضان حتى يقوم بالطاعات به والأعمال الصالحة وهو مطمئن القلب.
ويجب الدعاء أن يبلِّغه الله شهر رمضان على خير في دينه في بدنه، ويدعوه أن يعينه على طاعته فيه، ويدعوه أن يتقبل منه عمله .
والفرp بقدوم شهر رمضان هو أمرٌ جميل لأن رمضان من مواسم الخير فالمسلم سيفرح بذلك ليقوم بكل ما يستطيع في هذا الشهر المبارك.
كما أنه من الأمور المهمة إبراء الذمة من الصيام الواجب عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ : كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ.
رواه البخاري (1849) ومسلم (1146)
قال الحافظ ابن حجر–رحمه الله:
ويؤخذ من حرصها على ذلك في شعبان أنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر .
” فتح الباري ” (4 / 191)
ويجب على الإنسان أن يتزود بالعلم ومعرفة فضل شهر رمضان وأن يسارع في إنهاء أعماله حتى يتفرغ للعبادات في الشهر المبارك ،كما أنه يجب على الشخص أن يجلس مع عائلته ويعلمهم عن شهر رمضان ويخبرهم بأحكامه.
هذه بعض الأمور للاستعداد لشهر رمضان ولا تنسى القيام بكل ما تستطيع من الأعمال الصالحة في شهر رمضان وسوف يؤتيك الله أجراً عظيماً بإذنه تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *