كيف يتغذى الخفاش وطريقة تكاثره

تكلمنا في المقال السابق عن الخفاش وجزء من أنماط حياته وفي هذا الجزء نستعرض قسم أخر من أنماط حياته، تعدد أصناف غذاء هذه المجموعة من الحيوانات بصُورة كبيرة ، فهي من الممكن أن تأكل الحشرات وهذا غالباً في مُعظم الأنواع ، أو قد تتغذَّى على الثّمار وذلك كخُفاش الفاكهة .

أو قد .تمتصُّ دماء الحيوانات الأخرى من الثديِّيات الكبيرة خُصوصاً ، ومن المُمكن أيضاً أن تصطاد وتفترس الحيوانات الصَّغيرة مثل الفئران ، والسحالي ، والأسماك ، والطيور، وحتى الخفافيش الأخرى، عندما يصطاد الخُفَّاش طريدةً فهو يقوم بحملها إلى عُشِّه في كهفه ، وهناك يلتهمها حيث لا يترك منها سوى عظامها فقط.

ماهو الخفاش الجزء الثاني

تعتمد مُعظم أنواع الخفافيش على الحشرات كصنف من الغذاء رئيسي، حيث تُمثِّل الحشرات – بما فيها ( الخنافس، والصَّراصير، والذّباب، والبعوض ) غذاء حوالي 70% من الخفافيش .

تتغذَّى أيضاً بعض الخفافيش على رحيق الأزهار (مثل الطيور الطنَّانة) ، حيث إنَّ لدى الخفاش لساناً طويلاً معقُوفاً وقد تطوَّر للوُصول إلى قمع الزَّهرة وامتصاص رحيقها. ومع أنَّ الكثير من الخفافيش تأكل الفواكه، إلا أنَّها لا تتناول الثِّمار كاملة، وإنَّما تكتفي بالضغط عليها وامتصاص عصيرها .

أمّا امتصاص الدِّماء والذي تشتهر به هذه الخفافيش ، فهُو في الحقيقة مصدر طعام ثلاثة أنواعٍ فقط منها فحسبُ في العالم ، حيث أنها تعيش الثلّاثة في قارة أمريكا الجنوبية وأمريكا الوُسطى ، وتستهدف الثدييات الكبيرة (مثل والأبقار أو الطيور والماشية) وهي في الواقع لا تمتصُّ دماء الفريسة تماماً ، وإنَّما تكتفي بصناعة جُرحٍ صغير في جلد الضحيَّة ، ثم تقوم بلعق الدم الذي يخرج منه .

تتميَّز هذه الكائنات بقُدرتها الفريدة على استكشاف بيئتها والقدرة على التعرُّف عليها باستخدام الموجات الصوتيَّة ، ويقوم الخُفَّاش بذلك عن طريق إصدار موجات صوتيَّة نحو الأمام، ثم انتظارها حتى تصطدم بجسم آخر (مثل شجرة قابعةٍ أمامه) وترتدَّ عائدة إليه ، وعن طريق الوقت الذي تأخذه الموجة لتعود إلى الخُفَّاش ، يمكنه تحديد مسافة الأشياء التي تطوف حولها وأحجامها ، كما يستطيع الخفاش التقاط الأمواج المُرتدَّة وذلك بفضل آذانه الضَّخمة التي قد يتجاوز حجمها خمسة أضعاف حجم رأسه كاملاً .

تستطيع الخفافيش الصيَّد وذلك باستعمال قُدرة التّحديد الصوتيّ هذه بكفاءة بالغة ؛ لتمكَّنها من مُطاردة الحشرات شديدة الصِّغر وكذلك الإمساك بها في الهواء ، لكن ليس جميع أنواع الخفافيش بحاجةٍ لهذه المِيزة ، فخفاش الفاكهه مثلاً لا تُطارد أي كائناتٍ وذلك لأنّها تتغذّى على ثمار الأشجار، وبالتّالي فإنَّ نظام التحديد الصوتيِّ لديها يكون بدائيٌّ جداً .

التصنيف

تُصنَّف مجموعة الخفافيش إلى مجموعتين أساسيَّتين : هُما (الخفافيش الضَّخمة، والقزمة).

تعيش مُعظم أنواع الخفافيش الضَّخمة فوق الأشجار، حيث تنام مُتدلِّية على الأغصان في النهار ، و تمتاز بعيونٍ قويَّة وقُدرة جيدة على الإبصار، وتخرج في الليل بحثاً عن الغذاء الذي يتألَّف من ثمار الفاكهة  مثل (المانجو ، والأفوكادو، والجوافة أو رحيق الأزهار ، وفي بعض الأحيان الأسماك ، والحيوانات الصَّغيرة ، ) ويُعتَقَد أنَّها قد تطير في اليوم الواحد قُرابة 50 كم بحثاً عن الطعام ، وتتألَّف هذه المجموعة من الخفافيش الكبيرة أو متوسِّطة الحجم.

أمّا الخفافيش القزمة، فمُعظم طعامها من الحشرات، ولأنَّ قدرتها على الرُّؤية ضعيفة فهي تلجأ إلى نظام التّحديد الصوتيّ لمُطاردة فرائسها.

التكاثر بصُورة عامَّة

كلَّما زاد حجم الخفاش طالت مُدَّة حمله، ولذلك فإنَّ فترة الحمل لدى هذه الكائنات تتراوح من 40 يوماً – 6 شهور.

تضع مُعظم الإناث البالغة مولوداً واحداً في العام، وتوجد بعض منها قد تضع مولودين إلى أربعة.

تلد الأنثى صغارها وهي مُتعلِّقة رأساً على عقب، وعندما يبدأ الطفل بالسُّقوط، تبُادر إلى إمساكه بجناحيها.

ترعى الأنثى صغيرها لمُدَّة ما بين شهرين إلى ستة شهور، حيث يتعلَّق الجرو بأمِّه مستخدماً مخالبه الحادَّة الطويلة، وعندما يُصبح قادراً على الطيران وذلك (خلال شهر إلى شهر ونصف) يبدأ بالخُروج معها في جولاتٍ ليتعلُّم الصّيد، والبحث عن الطّعام.

إذا كانت الخفافيش تعيش في مُستعمرات صغيرة، فقد يُشارك كلا الأبوين في رعاية صغارهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *