كيف يؤثر الإعلام على المجتمعات؟

وسائل الإعلام أصبح لها دور رئيسي وحيوي في التأثير على المجتمعات، بالإضافة إلى الأهمية البالغة لوسائل الإعلام في وقتنا الحاضر، ومسألة تأثير وسائل الإعلام على المجتمع وثقافته أصبحت محط اهتمام الكثيرين. ولا يختلف اثنان على مدى أهمية تأثير وسائل الإعلام على المجتمعات، فهناك حقيقة واحدة لا جدال عليها وهي أن الإعلام سلاح ذو حدين، أما أن تبني به مجتمع ناضج وواعي أو تبني به مجتمع هزيل وجاهل، بالمناسبة نحن لا نتحدث هنا عن الإعلام المرئي موضوعنا حول الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب؛ وللأسف أن الإعلام الفاسد يخلق مجتمع فاسد، بل أن الإعلام الفاسد أشد خطراً على المجتمع من السياسي الفاسد.

كيف يؤثر الإعلام على المجتمعات؟

كيف يؤثر الإعلام على المجتمعات؟

عادةً ما ننظر إلى وسائل الإعلام على إنها مصدر للخبر ولكن وسائل الإعلام تلعب في المجتمع دوراً أكبر من ذلك فهي تحمل بين جوانبها رسائل للإقناع، وبالإضافة إلى ذلك فهي مصدر الاطلاع على الأخبار، بمعنى أنها ممكن ان تنشر الخبر بصورة إيجابية وتجعل منه إنجاز عظيم أو تنشره على أنه سيأتي بالهلاك على المجتمع، كما أن وسائل الإعلام تنشر قيم مجتمعنا وتنقل للآخرين ما نحن عليه من أخلاق. وللإعلام وحده الدور على أن ينشر الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، بما ينشره من أقاويل حول ما يحدث في مجتمعنا أو قد يكون العكس حسب الطريقة التي يُنشر أو يُذاع بها الخبر.

كيف تؤثر وسائل الإعلام على المجتمع

وسائل الإعلام تؤثر على طريقة التي يفكر بها الإنسان وعلى أفعاله فهي قادرة على أن تزرع الأفكار والقيم في صغارنا، عندما يقوم الطفل بتقليد شيء رآه أو سمعه فهل يتوفر لديه القدرة على أن يميز بين ما إذا كان صحيح أم لا؟ وإذا توفرت لديه ماذا عن غيره من الأطفال؟ الأطفال غالباً ما يقلدون كالأعمى دون تفكير ما إذا كان تصرفهم هذا بلائمهم ويلائم قيم وأخلاق وأعراف المجتمع أم لا.

وأصبح المشاهير في عقول شبابنا قدوة وأبطال، دون التفكير ما إذا كانت تلك الشخصية التي يلعبها أحد المشاهير في أعماله تصلح من الأساس لأن يقتدي بها أم لا، فهو يقلد دون تفكير فإذا كانت الشخصية سلوكياتها خاطئة يظل الشاب مقتدياً بها لأنها من أعمال بطله الذي يقتدي به.

وللأسف في الوطن العربي نعاني من تبعية الإعلام للحكومات، بمعنى أن الإعلام أصبح يقوم بتشكيل صور وعرضها على الرأي العام بصورة مخادعة، مما يساعد السلطات السياسية في نشر استبدادها وأصبح الإعلام المركزي يقع تحت سيطرة الدولة مع وجود رقابة من حديد لمنع الإعلام من حرية الرأي أو نشر الرأي المعارض، بمعنى أخر أصبح الإعلام في الأوطان العربية نظام موجه من الدولة، تحركه إرادات سياسية ليحقق مصالح شخصية دون النظر للمصالح الاجتماعية والوطنية. وبغض النظر عما إذا كان الإعلام فاسد أو موجه أو مضلل، يجب على المواطن التفكير والتحليل فيما يتلقاه من أخبار قبل أن يؤيد أو يعارض.

ولكن رغم تلك السلبيات التي ذكرنها إلا أن الدور الأعظم لوسائل الإعلام من خلال الارتقاء بالبناء المعرفي والثقافي للمواطنين، بجانب دور الإعلام الأساسي في نشر الأخبار وفى توعية المواطن، وخلق مجتمع مطلع قادر على التفكير والتحليل وربط الأحداث؛ وتوجيه اهتمام المواطن لما يحدث في المجتمع وتحفيزه ليكون فرد منتج في المجتمع، وتنمية شعوره بحبه للوطن، بالإضافة إلى الترويج لسياسات الحكومة مما يساعد في تحقيق خطة التنمية الوطنية، بالإضافة إلى إنه يرسخ في عقول المواطنين الثقة في مؤسسات الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *