القضاء والقدر : كيف نؤمن بهما

 الإيمان بالله:

 المسلم الحق هو من يكون لديه إيمان كامل بالله، وأول خطوات الإيمان هو الرضى بما قدره الله مهما كان وصفه في نظر المخلوق إن كان خيراً أم شراً، وأن قضاء الله وقدره هو الخير من قِبل الله للإنسان، وأحياناً تكون المحنة أو البلاء اختبار لقدرة الإنسان وتحمله وصبره على الشدائد وإذا ما كان الإنسان قوي ليتحمل وينجح في الاختبار، أو أن يكون ضعيف الإيمان ويفشل في الاختبار، لأنها في كل الأحوال حقيقة واجبة التحقيق مادام أمر الله بها، وما علينا إلا الرضى بها مهما كانت نتائجها.

القضاء والقدر كيف نؤمن بهما

القضاء والقدر : كيف نؤمن بهما

القدر أربع مراتب:

 يُقسم القدر إلى أربع مراتب، أولها أن الله يعلم كل شيء في الأرض والسماء، فهو الخالق ويعلم كل شيء عن خلقه، وهي صفة له وحده ولا يشاركه فيها أحداً من خلقه، وذُكرت هذه الصفة كثيراً في كتابه المحفوظ القرآن الكريم، فهو بكل شيء عليم، ويعرف ما بالباطن وما بالظاهر في حياة الإنسان، أما المرتبة الثانية في الإيمان بقضاء الله وقدره، فهي المكتوب, وجاء هذا المعنى بقوله النبي صلى الله عليه وسلم حين قال أن الله قد كتب أمور الخلائق ومقاديرها قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.

وهذا يعني أن كل ما هو مقدر للإنسان مكتوب عند الله، والمرتبة الثالثة من مراتب القدر هي المشيئة, وخير دليل على ذلك أن الإنسان يؤمن وبشدة بأن كل ما يحدث له هو بمشيئة الله تعالى، بإذنه ومشيئته، وفي كل الأمور تورد ذلك في القرآن الكريم، فالمرتبة الرابعة وهي المرتبة الأخيرة والتنفيذ ويقصد بها مرحلة الخلق, حيث يخلق الله العباد وكل ما في الدنيا من أمور وأفعال.

سلوك الحياة:

 الإنسان المؤمن بقضاء الله وقدره، يؤمن بأن حياته مسيرة طبقاً لما يريده الله تعالى له، وعلى إيمان بأن كل ما يريده الله له هو الخير مهما كان يظهر له بعكس ذلك، ويعتمد على ذلك ويعتبره سلوك لحياته يعيش عليه ويكون له قضاء الله الذي لا يرد، وبالعكس عندما يتماشى الإنسان مع ما توسوس له به نفسه، وكذلك وسوسات الشيطان بأن ما كتبه الله وقدره له ما هو إلا حالة تمرد على ما يرسله الله لنا، وأن هناك الكثيرين من الخلق لهم ظروف أفضل وأحسن منه، وهذا هو بداية الطريق للكفر بقضاء الله وقدره، وهذا يعني أنه إنسان ضعيف الإرادة والإيمان بالله وبما أراده الله لحياته.

ظن العبد:

عندما يظن العبد بالله الخير فيجده، حتى وأن كان غير مستقر في حياته لبعض الوقت، إلا أنه في النهاية يعود إلى الطريق السليم ويعاود التقرب إلى الله ليصل إلى مرحلة الإيمان القوية التي تربطه بالله سبحانه وتعالى، حتى وإن طالت المدة، لكن النهاية واحدة، ومن طريق آخر الابتعاد عن الطريق الإلهي الذي به كل الخير للإنسان والتفكير في غيره من الطرق الغير شرعية كالعرافين والمنجمين وما يظنون بأنهم يعلمون ما يجعله الشخص عن المستقبل وحياته القادمة ويؤمن بهم ويصدق كل ما يخبروه به، حتى لا يخطو خطوة في حياته بدون الاسترشاد بما يقولونه، وهذا يعني أنه ليس لديه الرضاء بما يسمى قضاء الله.

السلف الصالح:

 يُذكر أنه في عهد الفاروق عمر بن الخطاب خليفة المسلمين وأمير المؤمنين، عندما قرر غزو الشام، وجاء من يخبره بأن بلاد الشام قد وصل إليها الوباء، وقرر عمر أن يستشير أصدقاءه كعادته ويأخذ بنصيحتهم إليه، إذا ما يتراجع أم يستمر في دخول بلاد الشام، وفي النهاية وصل إلى قرار جماعي بعدم دخول أراضي الشام خوفاً من الوباء على المسلمين والجيش الإسلامي، ولكن جاء من يتحدث معه ويلومه لكونه يخشى قدر الله، بل أنه يفر من قدر الله إلى قدر الله، وأخبره بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤيد كلامه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *