مفهوم الرشوة

الرشوة من السلوك المنهي عنه في جميع الشرائع السماوية وجريمة يعاقب عليها القانون وفعل شنيع يسبب الكراهية والعدوانية بين أفراد المجتمع وضد العدل وتحقيق المظالم، ومفهوم الرشوة يجتمع فيه الظلم وخيانة الأمانة وأخذ حق الغير وعدم المساواة في تحقيق المطالب المستحقة للجميع.

مفهوم الرشوة:

الرشوة هي المحاباة والجعل واصطناع الشيء من أجل تحقيق المطلوب، ويتضمن مفهوم الرشوة في أنه أكل للحرام وإعانة على الباطل وظلم الناس الضعيفة والفقيرة من قبل أناس لديها نفوذ وسلطان وبهذا يتم استغلال النفوذ والسلطان ضد مصلحة المجتمع ومما لا شك فيه فهذا يُسبب الظلم والعدوان وخلق العنصرية بين أفراد المجتمع والتفرقة بينهم وقد انتشر مفهوم الرشوة في جميع أمور حياتنا الاجتماعية واقتحمت جميع المجالات الحياتية فأصبح لا يوجد مجال لا يسلم من الرشوة والراشين والمرتشين.

الرشوة هي أصل شكوتنا من انتشار الفساد في المجتمع وانتشار البطالة وعدم سيادة العدل ومعاناة الطبقات الضعيفة والمتوسطة من المعيشة الحياتية وزيادة شكوتهم من المسؤولين في عدم تحقيق لهم خدمات وهيئات تيسر لهم أمورهم وانعدام الرقابة على هؤلاء ممن يقومون بفعل الرشوة.

مفهوم الرشوة

مفهوم الرشوة

أسباب انتشار الرشوة في جميع مجالات الحياة:

  • ضعف الدين والإيمان من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار الرشوة مع الجهل وعدم انتشار ثقافة الإخلاص والوفاء وأكل الحلال حتى لو كان بسيطاً.
  • ضعف الرواتب المالية التي يأخذها موظفين الحكومة وعدم قدرتهم المادية على المعيشة بسبب غلاء الأسعار الذي يزداد يوما بعد يوم وثبات الرواتب المالية وإن زادت تزداد بنسبة بسيطة لا تقارن مع غلاء الأسعار في جميع جوانب الحياة وأهمها الطعام والتعليم والصحة.
  • عدم وجود رقابة على جميع فئات ومؤسسات الدولة وأهمهم الطبقة العليا فهي السبب الرئيسي في انتشار الرشوة وتحقق أسبابها لأنهم هم من لديهم المقدرة على دفع الرشوة للراشي مقابل تحقيق منافع لهم وإدارة مصالحهم حتى وإن كانت على حساب الغير.
  • عدم انتشار الوعي الثقافي فتجد معظم الراشيين والمرتشيين يقدمون أسباب ضعيفة الحُجَّة لتبرئة قيامهم بهذا الفعل الشنيع وعدم وعيهم أن بفعلهم هذا يتسببون في خراب الدولة وظلم إنسان وأخذ حقه وعدم ثقافتهم بالقوانين التي تشدد على القيام بهذا الفعل واستهانتهم بإجراء هذا الأمر.
  • وجود تفرقة بين الطبقات وعدم تساوي الحقوق المالية وتوزيع الثروة المالية بالتساوي بين أفراد المجتمع مما يؤدي إلى خلق الحقد والبغضاء بين الناس وقيام البعض بأخذ الرشوة تعبيراً عما يشعرون به من هذه الطبقية والعنصرية.
  • قلة الضمير وعدم الأمانة من قبل المسؤولين الذين لا يقومون بعملهم بإخلاص وضمير وتحقيق العدل بين فئات المجتمع.

هناك فرق شاسع بين الرشوة والهدية:

الهدية هي فعل مُحبب يتضمن مفهوم الكرم والمحبة والمودة وزيادة القرب بين الأشخاص المحبين لبعضهم فقد قال رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه “تهادوا تحابوا” فالهدية دائماً ما تعبر عن المحبة والود والإخلاص والوفاء بل تزداد المحبة وتنشرح الصدور وتصفى القلوب لبعضها البعض بسبب التهادي والهدية لا تأتي بمصلحة أو منفعة دنيوية بل يقوم المحب بدفع الهدية لمن يُحب من غير طلب ولا شرط، بينما الرشوة فتأتي بالطلب والشرط وتحقيق المصلحة والمنفعة الدنيوية وتعين على الباطل وانتشار الظلم بين الأفراد.

الفرق الأسمى بين الهدية والرشوة هو النية والقصد والنية محلها القلب حيث دائماً ما يحمل الإنسان في قلبه نية أو قصد بفعل شيء ما فالهادي ينوي بالتهادي زيادة المحبة ولا يريد سوى طلب السعادة وانتشار الفرحة والسرور على قلب من يُحب فغايته هادفة لا تؤذي شخصاً ولا تعين على باطل بخلاف الرشوة فالراشي ينوي برشوته أخذ حق غيره وإعانة المرتشي على خيانته للأمانة والمسؤولية والرشوة دائماً تدفع إلى الظلم والطغيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *