لا تكن غداراً

الغدر! من أسوء الصفات في الإنسان والجميع يكره الغدار لأن لا ثقة فيه، الغدار يغدر بصديقه.. يخون حبيبه.. يضحي بأمه وأبيه لأجل شيءٍ سخيف! ولكن كيف نعلم من هو الغدار؟ وهل للغدر والخيانة درجاتٌ وأنواع؟ وكيف نستطيع الابتعاد عن الخائن وكيف نستطيع تجنب الوقوع في الخيانة.. لنتعرف على الخيانة أكثر معاً…

كيف تحدث الخيانة وما أنواعها؟

تحدث الخيانةً فجأة بعد تكون الثقة بين شخصين أو أكثر، كخيانة أحد الزوجين، كخيانة الصديق، كخيانة الأخ لأخيه، كخيانة الابن لوالديه، وكخيانة الجندي لجيشه، وكخيانة الحاكم لشعبه، والكثير أيضاً، تحدث الخيانة عندما تعطي كل ثقتك لشخصٍ ما وتخبره بكل الأسرار ومن ثم يخونك ويفشي أسرارك ويفضح أخطاءك.. نعم يخون الثقة التي بقيت لسنوات، خيانة الزوج لزوجته عندما يطلقها لأنه وجد امرأةً أجمل أو أغنى منها والعكس يحدث، ويخون الوالدان أبناءهم عندما يتطلقان ويتركان أولادهم بلا رعاية كالمشردين! أو عندما تتخلى الأم عن ابنها وتعطيه لدار الأيتام فقط لأنها لا تريد الاهتمام به، يخون الابن والده عندما يعلمه الآداب والأخلاق فينزعها من نفسه ويسيء لعائلته، ويخون الحاكم شعبه عندما يثقون به وفي الحرب يكون أول هارب أو لا يقدم لهم ما يحتاجون ويظلمهم، والكثير من الخيانات الأخرى ولكن هذه الأنواع من الخيانة تجرح القلب وتصدم الإنسان وقد تسبب بأمراض نفسية لبعض الناس!

ونريد أن ننوه بأن بعض الناس قد يأتوك بخبرٍ ما كأن يقولوا: “فلانٌ قد خانك وفعل هذا وذاك” في حالٍ كهذا لا تصدق الأمر فوراً بل تأكد! وكما قال الله تعالى:”يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”.

ليس سهلاً أن تثق بشخصٍ ما أكثر من أي شخصٍ آخر ثم يكون أول من يخونك! وهل يجب أن نعطيهم فرصةً أخرى؟! حسناً.. هذا الأمر يعتمد على نوع الخيانة وأمور أخرى لنتعرف عليها..

هل نعطي فرصةً أخرى لمن خاننا؟!

قد تحدث الخيانة أحياناً لأسبابٍ ومصالح شخصية وقد تحدثُ للفرح فقط والتسلية بمشاعر الناس، بينما قد تحدث أحياناً كسوء تفاهم أو تصرفٍ خاطئ .. في هذا الحال قد يعطى الإنسان فرصةً أخرى.. تتساءل كيف ذلك؟!
حسناً سنخبرك بالأمر، تحدث الخيانة أحياناً كأن يتحدث صديقك عن شيء يخصك وتكون يته الإصلاح مع شخصٍ آخر أو شيءٍ ما.. ربما لم يعتبر الأمر خيانة ولكنه كذلك بالنسبة لك.. إن اعتذر لك صديقك فتقبل اعتذاره ولكن أخبره بمدى صدمتك بما حصل وأعطه فرصةً أخرى ولكن احذر أكثر، وسوء التفاهم يحدث كثيراً وقد يكون من قبل الطرفين وفي هذا الحال قد لا تكون الخيانة خيانةً بالفعل ربما خيانة بدون قصد.. لا بأس بالعفو وإعطاء الفرصة فقط لمن يستحق ولمن اعتذر ووعد بأنه لن يعيد خطأه، ولكن احذر ثم احذر ممن خانك وجرح قلبك لأجل مصالحه ولم يهتم! هذه الأنواع هي الخائنة بالفعل واحذر منها جيداً.

أيها الخائن ..أما آن لك أن تتوب؟!

أيها الخائن.. أما آن لك أن تتوب بعد أن جرحت الكثير من القلوب؟! ألا تعلم بأنك كما تدين تدان وكما جرحت غيرك ستُجرح في أحد الأيام؟! ألا تعلم بأن الله يراقبك ولن يسامحك ما لم تتوب؟! ألا تعلم بأن قلوباً بكت بسبب خيانتك وأنت تضحك بلا أي اهتمامٍ؟ اعلم بأنك لن تحصل على سعادتك بعد الخيانة! فأنت ظالم وجرحت قلباً يدعو عليك! واعلم بأن دعوة المظلوم لا ترد! إن كنت فهمت الأمر فأسرع إليه ..اطلب منه أن يسامحك واستغفر الله قبل فوات الأوان! إن كان قلبك قاسياً ولا تهتم بغيرك فاعلم بأن الله قادرٌ عليك! الأيام تمضي بسرعة وسيأتي يوم.. لا تخن من تحب ..لا تخن من أعطاك ثقته.. لا تكسر قلباً أحبك! لا تكن غداراً يحب رؤية الدموع ويضحك عند كسر القلوب ..كن صافي القلب ومحسناً ومحباً واحذر ثم احذر من أن تكون غداراً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *