كيف نتذكر ذكريات في حياتنا

كبرنا وكنا نعتقد أن لحظات السعادة التي لازمتنا ونحن صغار ستفعل المثل عند الكبر، أي سنكون سعداء ونحن كبار مثلما كنا سعداء ونحن صغار، نتذكر مدى سعاتنا بروعة الأشياء وأبسطها، مثل الاستماع إلى قصة خيالية ترويها لنا جدتنا حول النيران الدافئة في ليالي الشتاء البارد يجعلنا نشعر بالسعادة، حتى وإن كنا لم نصل أو نفهم إلى الهدف المراد معرفته من خلال تلك القصة، ولكن الاجتماع الرائع حول جدتي والضحكات التي تعلو والتعليقات الساخرة من بعضنا، ومشاركة الجميع في الحديث والنقاش، كل هذه الأشياء نشعر بفقدانها اليوم، ونتمنى عودتها ولو لحظات.

%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%aa%d9%86%d8%a7

الحكاية:

يكون هدف الحكاية الخير ومعظم الحكايات تؤكد علينا أن نكون على حذر تارة من الآخرين، ومرة من الكلام الذي يخرج من أفواهنا، وأحياناً كثيرة تحذرنا من الغرباء وعدم الثقة فيهم، فالحكاية هي مجموعة من الأحداث أحياناً خيالية، وأحياناً تحدث حقيقة في حياتنا، أقصد في حياة الكبار، لتُحكى للأطفال ليستفيدوا من تلك التجربة التي خاضها الأكبر سناً، فغالبية تلك القصص لها طابع إنساني مميز، فهي أول أنواع الفنون التي يتلقاها الطفل في أول لحظات حياته التي يبدأ أن يدرب عقله على فهم ما حوله فيها، وتجعل ما بداخل الطفل من رغبة الاستمتاع والمعرفة في حالة من الإشباع الدائم.

الحكايات الشعبية:

غالباً ما يكون أبطالها أناس نعرفهم أو مشهورين ولهم أسماءهم المعروفة والمشهورة لدي الجميع، والهدف من الحكاية الشعبية هو الموعظة والمتعة والابتعاد عن الأخطاء التي يفعلها الفرد في لحظات طوال يومه، حتى أن بعض هذه القصص والحكايات قد تم تحويلها إلى أفلام شهيرة يسعد الجميع برؤيتها تتجسد أمامهم على الشاشة.

الثعلب والغراب:

تعتبر هذه الحكاية من التراث القديم، ولها أصول لاتينية، فهي تعمل على تحذيرنا من الإنصات إلى لحظات لإطراء والمديح، فهذا يجلب لنا الغرور والتكبر، وبالتأكيد مغادرة الأصدقاء عنا، واقتراب المنافقين حولنا، وقد اشتهرت هذه الحكاية من ضمن مجموعة حكايات بل أنها تم ترجمتها إلى اللغة الفرنسية وغيرها من اللغات.

الأحداث:

تخبرنا أحداث تلك القصة عن ثعلب شعر بالجوع وبدأ بالبحث عن الطعام في الغابة، وأثناء بحثه تقابل مع غراب كان يقف على فرع شجرة وفي فمه قطعة جبن لذيذة الطعم، فكر فيها الثعلب وساعده على ذلك جوعه الشديد، مما دفعه لأن يمارس مكره على ذلك الغراب ليحتال عليه ويسلب منه طعامه، فهو على علم بعلو الشجرة، مما يجعله غير قادر على أن يتسلقها، كما أنه لا يمكنه الطيران ليصل إلى ضحيته، وطرأت على عقله فكرة أن يقنع الغراب بأن صوته عذب بل أنه من أجمل الأصوات التي يجب أن تغنى ليطربه، وأنه يريد أن يسمع غناءه، ونجحت فكرته، وصدق الغراب ما يقوله الثعلب من إطراء، وبدأ الغراب في الغناء.

لذة الانتصار:

وبمجرد أن فتح الغراب فمه ليغني وقعت منه على الأرض قطعة الجبن التي هي طعامه، ليلتقطها الثعلب وهو يشعر بلذة الانتصار، ويلتهمها دون أن يهتم لمشاعر الغراب الغاضب والحزين لفقدان وجبته، والحكمة من هذه القصة ألا نستمع بما يقوله الآخرين من معسول الكلام والإطراءات، لأنهم بداخلهم لديهم مشاعر سيئة تسكن في قلوب حاقدة.

تعديل:

قام البعض بتغيير بعض الأحداث في الحكاية، كتعديل لأنهم لم تعجبهم نهاية القصة، عندما حاول الثعلب أن يجعل الغراب يبدأ في الغناء وهو يمدحه كثيراً ليفعل ذلك، وافق الغراب، ولكنه تصرف تصرُف غاية في الذكاء والحنكة، تصرف لم يتوقعه الثعلب، فقد أخرج الغراب قطعة الجبن من فمه ووضعها تحت إبطه وبدأ في الغناء، وأنها الثعلب لذلك الأمر وقال غاضباً يجب أن تغني وقطعة الجبن في فمك حتى تقع فآكلها، فيقول الغراب وهل تظنني ذلك الغراب الجاهل، فأنا أعرف تلك القصة جيداً، وبالتأكيد لن أقع في نفس الفخ، قد يحبون البعض النهايات السعيدة في القصص والحكايات فهم يحبون انتصار الخير على الشر سواء بالصدفة أو بتدخل أحدهم في الأحداث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *