كيف تتجنب الوقوع في الأخطاء اللغوية

الأخطاء اللغوية هي مشكلة تصادف الكثير من الكتاب، وجدير بنا كناطقين ومتحدثين وكتاب العربية، أو حتى كأبناء اللغة العربية أن نكون أكثر أهل الأرض والشعوب علمًا ودرايةً بلغتنا العربية، وأن نكون على معرفة بأسرارها وفروعها، أو على الأقل أن نجيد كيفية النطق والكتابة بغير أخطاء لغوية أو نحوية أو إملائية.

%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%aa%d8%aa%d8%ac%d9%86%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%82%d9%88%d8%b9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d9%88%d9%8a%d8%a9

سبب وقوعنا في الأخطاء اللغوية:

إن لغة أجدادنا ليست اللغة العربية البسيطة السهلة التي نتحدث بها، وإنما كانت عربيةً فصحى من فصاحتها وبلاغتها بتنا في عصرنا عاجزين عن قراءة وفهم الأدب القديم مثلًا بغير جهد، وتعب وربما عجزنا عن الفهم تمامًا، كما أن الأجيال المتتابعة ركزت جميعها على اتباع نهج التبسيط والتسهيل حتى كاد أن يضيع منا الأصل والفصيح، أو ربما ضاع فعلًا من نفوسنا، وكذلك عقولنا ولغتنا وحياتنا، وما عاد موجودًا إلا في كتبنا التي نعجز عن قراءتها، فأصبحنا نكف عنها كأنها لغة غير التي نتكلم بها.

أنواع الأخطاء اللغوية:

هناك الأخطاء اللغوية النحوية، واللغوية، والإملائية، ولكل جانبه الخاص به من النقص في لغتنا الضعيفة الذي يدعمه ويسببه، ويجعلنا غير قادرين على إدراكه خصوصًا بانتشار اللهجات الشعبية المختلفة، والتي لا تحسب أي حساب لقواعد ولا قوانين، واعتيادنا نحن على تلك اللهجات بكل أخطائها اللغوية حتى أصبح الخطأ قاعدة صحيحة في لغتنا.

الأخطاء اللغوية :

شاعت الأخطاء اللغوية بضياع اللغة، والمفردات خصوصًا المعقدة منها، والصعبة والغريبة، والخشنة في طريقة النطق أو الصعبة في كتابتها، كلها أسباب لها تأثير في اختصار معاجمنا اللغوية، فمع مرور الوقت تحذف منه الكلمات التي ننبذها واحدة تلو الأخرى، حتى صرنا نمتلك معجمًا هزيل ضعيف خاص، وحتى ذلك المعجم صرنا عاجزين عن الإحاطة والإلمام به، وحين نكتب أو نتكلم بالعربية نأتي بكلمة في غير محلها، ونستخدم لفظًا بمعنى في غير معناه، ونعجز عن إيجاد التضاد والترادف.

الأخطاء النحوية:

تعتبر القواعد النحوية في اللغة العربية لبعض الناس أكبر، وأكثر اتساعًا، وتعقيدًا وتفرعًا وتفرقةً من قواعد بعض اللغات الأخرى، لا تستطيع التفريق إن كانت تلك الكلمة مرفوعة، أو مضمومة، أو ربما هي ممنوعة من الصرف، وإن كان تمييز أحد الأعداد مذكرًا كان، أو مؤنثًا لكننا فقدنا ذلك كله مع ما فقدناه من لغتنا وأيضًا هويتها، وأصبحنا نرفع المجرور، وكذلك نصرف الممنوع بغير إحساسٍ فطري بالخطأ، أو الارتياب فيما نكتبه، بل أيضًا نترك ذلك لخبراء اللغة وأساتذتها الكبار.

الأخطاء الإملائية:

تعتبر من أسوأ الأخطاء اللغوية التي نقع فيها هي الأخطاء الإملائية، فإن كنا في النحو نخطئ القواعد فإننا في الإملاء نعجز أكثر عن كتابة اللغة التي ننطقها بشكل صحيح.

 قد يحدث أن ننطق الكلمة لكننا نخطئ في كتابة حروفها بالشكل الصحيح، ونعجز عن كتابة نص كامل بنفس الصحة والطريقة التي قد ننطقه بها؛ لأننا ببساطة غير قادرون على كتابة ما لا يُنطق أو عدم كتابة بعض ما يُنطق، أو أننا نتسبب في قطع الموصول، أو وصل المقطوع، إننا ندري كيفية نطق الكلمة لكننا لا نستطيع تخيل شكلها.

 

 أكثر الأخطاء الإملائية شيوعًا:

من أكثر الأخطاء الإملائية شيوعًا في الأخطاء اللغوية الهمزات، فهي تعتبر من أكبر كوابيس ضعيفي اللغة، أو ربما صارت من أكبر كوابيسنا جميعًا حين صرنا لا ندرك أي ألف تُكتب في أول الكلمة بها همزة، وأي كلمة تكتب بغير همزة، لا نستطيع التفريق إن كانت الهمزة في وسط الكلمة، أو في آخرها على الألف، أو الواو، أو الياء، أو السطر فحسب، وحتى إن كانت الكلمة بهمزة في آخرها على حال فكيف يصير حالها إن أضيف لها مثلًا أحد الضمائر ؟ وما هي قواعد تنوينها؟

كذلك فإن الأخطاء الإملائية لم تقتصر على الكلمات أيضًا فحسب وإنما زادت لتسع علامات الترقيم.

ولكي نتغلب على هذه الأخطاء اللغوية فالقراءة هي أفضل ما يُعطي الفرد ثراء وحصيلة لغوية كبيرة طبعًا عند القراءة في الاتجاه الصحيح لأصحاب اللغة الصحيحة.

القواعد وُضعت لتُعرف ثم تُتبع فاعرف قواعد لغتك وابدأ بتطبيقها واتباعها واستخدامها حتى تصبح جزءًا لا يتجزأ من لا وعيك وروحك، ويصبح الخطأ بالنسبة إليك غريبًا، ومستنكرًا دون أن تدري، فتصبح ناقدًا للغة نفسك ومن حولك، وكذلك تسعى إلى إصلاحها وتحسينها، وجعلها حتى وإن لم تكن فصحى وبليغة كما كانت، فعلى الأقل هي صحيحة وسليمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *