كيف اتقرب من الله

علاقة العبد بربه في تواتر مستمر، فأحيانا يكون العبد قريبا جدا من خالقه وأحيانا أخرى يفتر فعله و يبتعد العبد قليلا عن ربه كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:”إن الإيمان ليبلى كما يبلى الثوب” و هنا يأتي سؤال الواحد منا بإلحاح كيف أجدد إيماني وكيف أتقرب إلى الله أكثر وأكثر ؟؟

بداية وجبت الإشارة إلى أن مسألة القرب من الله تكفيها نية خالصة وحب قوي لله تعالى وحب قوي لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، و كذا حب لعبادته وطاعته وبعض الأعمال البسيطة ذات الأثر الكبير على إيمانك أخي الكريم وذات الأثر الكبير جدا على ميزان حسناتك، نذكر لك منها:

كيف اتقرب من الله

كيف اتقرب من الله

الذكر:

قال الإمام ابن العثيمين رحمة الله عليه:” لتعرف أن المسألة مسألة توفيق انظر إلى الذكر”وفعلا فذكر الله تعالى لا يحتاج إلى طهارة أو وضوء أو قيام أو جلوس وركوع وسجود، ذكر الله تعالى يحتاج فقط إلى قلب متعلق بالله، والذكر أجره عظيم رغم بساطة تعابيره وكلماته لذلك احرص أخي الكريم على ذكر الله في الحال و الترحال، قائما أو قاعدا، على جنبك في نومك أو في صحوك و قومتك عند أكلك وشربك وفي كل ما تفعله وحاول أن تنوع الأذكار أسلوبا وكلمة فمرة بالاستغفار وأخرى بالتكبير والتهليل وتارة التسبيح وأخرى الحمد والشكر وهكذا وحاول أيضا أخي الكريم أن تخصص وقتا للذكر فيما عدا عن الذكر سائر اليوم وسائر حالك.

الصلاة:

الصلاة هي صلة العبد بربه فمن قطعها قطع صلته بربه والصلاة هي عماد الدين فمن تركها لم يقم له الدين ولكن المشكل الذي يواجهنا في الصلاة هو الخشوع فكم مرة صلت فيها أجسادنا فقط دونا عن قلوبنا؟ والخشوع كما هو معروف هو خضوع القلب والعقل وحضورهما وكذا استشعار الكلمات التي نقولها من آيات وأذكار وحتى نتقرب لربنا العظيم بالصلاة ونقيمها على وجهها الذي يقبله منا يجب أن نتبع بعض الخطوات:

  • الصلاة على وقتها

فقد قال تعالى:”إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” فالصلاة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالوقت ولا يخفى على أحدنا الجملة الشعبية الشهيرة والمتداولة بين عامة الناس:”كل شيء في وقته حلو” والصلاة حلوة وأحلى على وقتها.

  • قراءة سور جديدة

حاول أخي الكريم أن تحفظ آيات جديدة من القرآن يوميا واقرأها في صلاتك، فهذا سيساعدك على استحضار قلبك وعقلك في الصلاة، ذلك أن السور التي تحفظها والقديمة الحفظ موجودة في عقلك الباطن أو اللاواعي فإذا صليت بها دائما وباستمرار فستواجه مشكلة في الخشوع. .

  • الوضوء لكل صلاة

حاول أخي في الله إن تيسر لك أن تتوضأ لكل صلاة، و حبذا لو تفعل ذلك قبل الآذان بخمس أو عشر دقائق، ثم انتظر وقت الصلاة على سجادتك وأنت تذكر الله تعالى و تدعوه ولا تنسى أن تردد مع المؤذن، وتدعو بالدعاء المأثور بعد الآذان ثم تدعو بما شئت بين الإقامة والآذان كأن تدعو الله أن يرزقك القرب منه لأنه وقت إجابة.

 

قراءة القرآن:

القرآن هو كلام الله المنزل والمحفوظ من أي تحريف  ولقراءة القرآن فضّل كبير فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام:”اقرؤوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه لا أقول ألم حرف و لكن ألف عشر ولام عشر وميم عشر فتلك ثلاثين ” والقرآن الكريم شفاء ونور للصدور وهو وسيلة قوية تقربنا لربنا تعالى والعجيب في القرآن الكريم أننا كلما قرأناه وجدنا فيه معاني جديدة وكأننا نقرؤه لأول مرة فاللهم ارزقنا تلاوته آناء الليل و أطراف النهار و قربنا إليك به يا الله.

الدعاء:

الدعاء له فضل كبير ويقوي صلة العبد بربه كثيرا فقد قال تعالى:”وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليومنوا بي لعلهم يرشدون” والدعوة أخي في الله مستجابة أيا كانت عدا أن تكون تريد شرا بأحد خلق الله فيما عدا ذلك فهي مستجابة حتما وإن لم تكن الآن فبعد حين و إن لم تكن بعد حين فمرفوعة ومخبأة لك عند الله لوقت يعلمه وحده.

ما عليك الحرص عليه أخي الكريم في الدعاء هو حسن الظن بالله فقد جاء في الحديث القدسي :”أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء” فأدعو الله أخي الكريم وأنت على يقين بالإجابة عندما تدعو وظن بالله حسنا وخيرا.

الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام:

قال تعالى :”إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” فلهذه العبادة أجر عظيم فالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بعشر حسنات وهي أداة تقربنا إلى الله تعالى عن طريق حبيبه المصطفى الأمين عليه الصلاة والسلام و عدا عن ذلك ففيها بركة لوقتنا ومالنا وصحتنا فصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

الصدقة:

صدقة السر تطفئ غضب الرب و الصدقة فيها دواء للمرضى كما جاء في الأثر ”داووا مرضاكم بالصدقة” والصدقة أثرها عظيم على علاقة العبد بربه وهي تظلله يوم القيامة عدا عن هذا فالصدقة لا تنقص من المال أبدا بل على العكس تزيده وتبارك فيه وهو ما أقسم عليه النبي عليه الصلاة والسلام:”والله ما نقص مال من صدقة” وخير الصدقة دينا ينفقه الرجل على أهله فهنا فقط جدد نيتك أخي الكريم وأخلصها لله عندما تنفق على نفسك من لباس و أكل وشرب وعلى أهلك وأصحابك.

النوافل:

من صلاة كالصلوات الرواتب وصلاة الضحى والليل وغيرها و من صيام كصيام الاثنين والخميس وصيام الأيام البيض والعشر من ذي الحجة ومحرم وغيرها ومن صدقة وعمرة فهنا نكون قد اتبعنا سنة الرسول عليه الصلاة و السلام وتقربنا إلى الله تعالى فقد قال الله تعالى على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: ”لو أتاني عبدي ماشيا أتيته هرولة” فالنافلة هي التطوع تقربا بالعبادات لله تعالى زيادة عل الفروض.

حسن الخلق:

التقرب إلى الله عن طريق حسن الخلق أمر هين وبسيط لكن لا يوفق إليه كثيرون فاحرص أخي الكريم أن تحسن أخلاقك طاعة وتقربا إلى الله تعالى واقتداءاً بالرسول الكريم عليه الصلاة و السلام القائل :”إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”في إشارة منه إلى حسن الخلق هو تطبيق للقرآن وﻷكثر العبادات المختلفة المفروضة على العبد ﻷداء وظيفته في الأرض ”إعمارها” فالصلاة تنهى عن الفواحش، والصدقة تكافل والصوم التفات للفقراء و معاناتهم فحسن الخلق هو ثمرة التقرب إلى الله تعالى وأثر قوة الإيمان في قلب العبد و هو بمثابة مقياس لعباداتك .
ختاما أخي الكريم احرص في محاولاتك لتجديد إيمانك والتقرب إلى الله تعالى أن تكون نيتك وغايتك هي رضى الله تعالى وحده وليس الرزق أو شيء آخر ، فالله تعالى إذا رضي أعطى وإذا أعطى أدهش بعطائه ..فاللهم أرضى عنا و ارزقنا القرب منك و إتباع سنة حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *