قصص عن الذكاء .. واقعية أم خيال

كثيراً منا من يسمع قصص قصيرة ويخرج منها بعبرة ما، أو حكمة قد تنفعه في حياته، بل قد يصل الأمر إلى أنها تغير مسار حياته بالكامل، ولكن ليس الجميع يعرف أن هذه الحِكَم هي من أصل قصص حقيقية قد حدثت بالفعل لأشخاص آخرين، وقد تكون قصص خيالية قد حاكاها الإنسان بما لديه من ذكاء، وتختلف تلك القصص عن بعضها البعض، ليس فقط في محتواها وإنما أيضاً في طريقة الإلقاء أيضاً، فمنها ما هو نثر أو شعر، ولكنها في النهاية تجتمع على شيء واحد وهو ما تحتويه من حِكَم أو مواعظ يستفيد منها الإنسان, وأيضاً من مجال التسلية وقراءة شيء مفيد ويجذبك إلى واقع الحياة أو لعصر سابق عن العصر الذي تعيش فيه.

قصص عن الذكاء .. واقعية أم خيال

قصص عن الذكاء .. واقعية أم خيال

الطبيب :

كان من الذكاء أن طبيبا جاءه أحد المرضى وهو يشتكي من ألم في المعدة، فجلس وطلب منه أن يصف له دواء شديد وفعال، لينهى عذابه وما يشعر به من ألم، وكان السؤال التقليدي للطبيب، ماذا أكلت؟ قال : أكلت رغيفاً ولكنه كان محترقاً، تبسم الطبيب ثم طلب من المريض أن يضع كحلاً في عينيه، وأندهش المريض كثيراً، وسأل الطبيب، ولكن لا شيء يؤلمني في العين، وإنما الألم في معدتي، قال الطبيب في هدوء : أعرف ذلك، ولكن الكحل ليس دواءً لك، وإنما هو من أجل أن تستطيع رؤية ما هو محترق فلا تأكله!

جحا والفقير :

كان جحا يسكن في شارع بسيط وكان يجلس بمنزله في الطابق العلوي منه، عندما سمع من يناديه بالأسفل، وعندما نظر إلى الطارق، فإذا به يجد أحد الأشخاص غريب المنظر، وسأله: ماذا تريد؟ قال الرجل: سأخبرك ولكن أنزل إلى الأسفل أولاً، وفعل جحا ما قاله الرجل ونزل إلى الشارع ليتحدث معه، وأخبره الرجل أنه فقير الحال، ويريد منه بعض المساعدة، شعر جحا بالغضب لأن هذا الفقير أنزله من منزله ولم يخبره ما يريده وهو بالأعلى، وقرر في ذكاء أن يتعامل معه بنفس طريقته، لذلك تحدث بهدوء إلى الرجل وقال له تعالى معي إلى الداخل، وصعد به إلى الطابق العلوي، وقال للرجل الفقير: اعتذر منك يا صديقي فليس معي ما أعطيك إياه، وأتمنى من الله أن يعطيك ما تريد، وأندهش الرجل الفقير، وسأل جحا فلماذا إذن لم تخبرني ونحن في الأسفل، وأعاد جحا إليه نفس السؤال، ولماذا أنت لم تخبرني بما تريده وأنا في الأعلى؟!

غاندي والحذاء :

 في أحد الأيام وبينما كان غاندي يجري مسرعاً ليلحق بالقطار الذي بدأ يتحرك بالفعل، ولكنه وأثناء محاولته الصعود إلى داخل القطار وقع منه أحدي فردتي حذائه، ولكنه لم يفكر كثيراً، بل أنه قرر وبسرعة أن يرمي الفردة الأخرى خارج القطار لتحلق بالفردة الأخرى، وسألهم أحدهم لماذا فعلت ذلك، قال لقد أردت أن يستفيد بها أحد ما وأتمنى أن يكون فقيراً وغير قادر على شراء حذاء له، فهذا الحذاء قد يفيده وهو يرتديه، ولكن فردة واحدة لن تفيد أحد حتى أنها لن تفيدني أنا أيضاً، هكذا كان تفكير غاندي وحكمته في تقديره للموقف وحسن تصرفه أنه ذكاء رجل حكيم؟!

الأمنية المضاعفة :

 قرر أحد الملوك أن يجرب فكرة فى رأسه لا يعلمها أحد، أراد أن يعرف كيف يفكر شعبه، وكيف يتصرف في موقف معين لذلك أعلن في المملكة أنه إذا جاءه شخصان من عامة الشعب فإنه سوف يعطى شخصا ضعف ما يتمناه الآخر لنفسه، وبعد أن أشاع الخبر المدينة كلها فرح الشعب كثيراً، وجاءه اثنين اثنين، لكل زوجين طلب يختلف عن الآخر، ولكن أغرب هذه الشخصيات هو هذان الشخصان، أحدهما حسود والآخر بخيل، ووقفا أمام الملك وكل منهما يفكر فيما يطلبه حتى يعطيه له الملك دون أن يؤذي نفسه، وكل منهما يفكر بذكاء ماذا يريد، بدأ الشجار بينهما عن من يتمنى قبل الآخر، ولكن الملك لم ينتظرهما كثيراً، وصرخ فيهما بغضب أن من لم يتمنى أحدكم سريعاً، فسوف أقطع رأسكما معاً، فسارع الحسود يطلب وهو يقول في سرعة: طلبي يا مولاي هو أن تفقع لى عيناً واحدة فقط وتترك لى الأخرى سليمة!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *