قصص خيالية .. صدفة الملك 

يُحكى أن ملكاً يحكم مملكة كبيرة واسعة، قد أراد أن يتجول في شوارع مملكته، ولأن مملكته كبيرة فقد استغرق وقتاً طويلاً في تجواله، حتى أنه قد نسي الوقت وهو يمشي في طرقات تلك المملكة، ولكن عند عودته شعر بالألم من قدميه، ليس بسبب المشي الكثير في الطرقات فقط، ولكن لأن هذه الطرقات متعرجة، وغير متساوية، وهذا ما جعل قدمه تؤلمه ذلك الألم الشديد، لذلك قرر أن يغطي جميع طرقات المملكة بالجلد، وهو يفكر أنه الحل الأفضل له، وأنه في المرة القادمة في تجواله لن يشعر بألم قدميه، ولكن الوزير قد أقترح عليه اقتراحاً آخر، قال له: يا مولاي، بدلاً من أن نغطي جميع الطرقات بالجلد، ما رأيك لو فقط نغطي قدمك أنت فقط بقطعة صغيرة من الجلد، وكان ذلك هو بداية صناعة النعال، فقد كانت صدفة وغير مخطط لها.

قصص خيالية .. صدفة الملك

قصص خيالية .. صدفة الملك

الأعمى :

جلس أعمى بجانب أحد بوابات العمارات الكبيرة، وهو يضع قبعته بين قدمه وبجواره لوحة صغيرة متوسطة الحجم مكتوب عليها أنا أعمى، وأطلب المساعدة، وبدأ يجمع في النقود، ولكنها كانت قليلة بعض الشيء، ولكنه ليس حزيناً، فمن وجهة نظره أن القليل أفضل من العدم، إلى إن جاء رجل إعلانات ووقف أمامه، نظر إليه وابتسم، وأخذ اللوحة التي بجوار الأعمى وكتب على ظهرها كلمات أخرى، ووضعها بجانب الأعمى، على الجهة التي كتب عليها هو، ووضعه في القبعة بعض النقود وأنصرف، شعر الأعمى بحدوث شيئ ما ولكنه لا يمكن أن يحدد ما هو، وقال في نفسه يمكن أن يكون صدفة ذلك الشعور بالاندهاش الذي أشعر به.

اللوحة :

ولكن بالتأكيد ليس صدفة أن يتغير الحال، وفجأة تبدأ الأموال والنقود يتم وضعها في القبعة التي امتلأت بسرعة، وعاد ليسأل نفسه ما هو سبب التغيير، وماذا حدث ليهتم به الآخرين ويدفعون له النقود، وقرر أن يكتشف سر هذا التغيير، وعندما جاء أحدهم ليعطيه ما بيده، سأله ما هو المكتوب على اللوحة، حينها أخبره أنها كلمات رقيقة تقول (نحن في فصل الربيع، ولكني لا يمكنني أن أرى ما حولي من جمال)، لم تكن تلك كلماته، أنها الكلمات التي قام بكتابتها رجل الإعلانات، الذي كان يمر صدفة من جانبه، وعاد يردد أن حياته ممكن تتغير بفضل صدفة قد تحدث له.

النسر :

حكاية حزينة ولكن لها عبرة وعِظة، عندما وضع نسر في أعالي الجبال في عشه الصغير بعض من البيض، ولكن حدث زلزال كبير اهتز له العش، ووقع منه بيضة، تلك البيضة التي لم تنكسر، ولكنها تدحرجت إلى أن وصلت إلى عش للدجاج في الأسفل، وتناقش الدجاج فيما بينهم، ماذا يفعلون بهذه البيضة الدخيلة عليهم، إلى أن تبرعت أحدى هذه الدجاجات لتعتني بها، وعندما خرج النسر الصغير منها بدأن يتربى مع الدجاج الصغير يلعب ويمرح معهم، وبدأ يتعامل على أنه دجاجة وليس نسراً، حتى أنه لم يفكر في فرد جناحيه ومحاولة الطيران، وذلك لأنه لم ير ذلك يحدث فيما بين الدجاجات، وظل هكذا دجاجة في جسد نسر، وظل يلعب من الدجاج الصغير في العش، حتى جاء ذلك اليوم حين رأي في السماء عالياً بعض من الطيور وهي تطير في السماء، واستطاع أن يعرف أنهم نسور، وأشتاق إلى رؤيته نفسه وهو يطير في السماء الواسعة بعيداً عن الأرض، ولكن قابلت هذه الفكرة السخرية والمزاح ممن حوله من الدجاج الصغير أثناء اللعب معه، وأخبروه أنه لن يستطيع التحليق في العالي مثل النسور، كيف ذلك وهو مجرد دجاجة صغيرة والدجاجات لا تطير، وتوقف عن التفكير في حلمه الوحيد وهو الطيران في السماء العالية، ولكنه شعر بالحزن والكآبة والألم، وأبتعد عن الجميع وأعتزلهم، وظل هكذا إلى أن مات بعد أن ظل يعيش حياة طويلة وهو دجاجة وليس نسراً كغيره من بني جنسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *