قصص حقيقية .. الحياة السعيدة

الفتاة الطائشة :

فتاة جامعية من عائلة غنية، تطلب تُجاب، لا يؤخر عليها والدها أي شيء تطلبه مهما كان، فهو يعطيها من الحب والمال ما تريده، فهي الابنة الوحيدة لأبوين من الأثرياء، وقد صارت أنانية بسبب ذلك الحب لها، حتى أنها لم تهتم لمشاعر الآخرين، كل ما تريده تحصل عليه مهما كان الثمن.

قصص حقيقية  الحياة السعيدة

قصص حقيقية .. الحياة السعيدة

الجامعة :

 بدأ قلبها يتحرك نحو ذلك الشاب عندما وقعت عينها عليه في الجامعة، وبدأت تحلم بالزواج به، فهذه هي المرة الأولى التي تقع فيها في الحب، وقد أعجبها هذا الشعور، ولكن هذا الشاب ليس وحيداً، لديه في حياته حبيبة، وهي تعلم ذلك، ولكنها لا تهتم بتك الفتاة ولا بمشاعرها.

المحاولات :

 بدأت الفتاة المدللة في فعل الكثير من الأمور لتجعل هذان الشخصان لا يجتمعان معاً، ويزداد ما بينهما من مشاكل وشجار حتى ينتهي في النهاية إلى فراق، ولم تتوقف عن تلك المحاولات إلى أن نجحت في تحقيق ما تريده كعادتها، لقد تركا بعضهما وكانت هي سبب هذا الفراق، حتى أنها لم تهتم لتلك النظرة التي نظرتها إليها تلك الفتاة المسكينة التي لا حول لها ولا قوة، نظرة تخبرها فيها بأنها قهرتها وقضت على أحلامها ومستقبلها مع من تحب، ومع أنها لن تنسى هذه النظرة إلا أنها بدأت تخطط مرة أخرى ولكن هذه المرة ليكون لها وحدها وملكاً لها، وحتى يتم الزواج منه، وبالتأكيد عارض والدها هذا الزواج في البداية ولكن بعد إلحاح من والدتها وتهديد بالانتحار منها هي رضخ ووافق إرضاءً فقط لرغبتها هي، حتى جاء يوم الزواج.

الزفاف :

 لم تتخيل الفتاة العروس أن اليوم يوم زفافها أخيراً سيتم زفافها إلى من تحبه وتعشقه، لطالما حلمت بهذه اللحظة، وتخيلتها في أكثر من مشهد وهي ترتدي ثوب الزفاف في انتظار حبيبها، فهو عشقها الوحيد، وهو يعلم هذا، يعلم أنها تحمل له الكثير والكثير من الحب، وهي تتمنى وتوعده بحياة سعيدة خالية من المشاكل، كثيرة الفرح والتفاؤل والحماس، وظلت هكذا تتخيل وتضحك مع صديقاتها وتحتفل بيوم عرسها معهم ومع عائلتها.

الحياة السعيدة :

 وعاشت مع زوجها حياة سعيدة، خالية من المشاكل والهموم، حتى أنها بدأت تنسى تلك النظرة التي كانت تؤرقها قليلاً، وتؤمن بأن هذا الفراق كان لابد أن يحدث، فإن هذا الرجل لها هي فقط، وليس لغيرها، إلى أن جاء قضاء الله وقدره، لقد مات زوجها، فجأة، رحل هكذا ببساطة وتركها حزينة، لا رغبة لها في الحياة من بعده، حتى أن والداها خافا عليها وحار معها الأطباء، ولكن دون فائدة فهي ترفض الحياة بدونه.

السفر :

 ولم يجد والدها حلاً لهذه الحالة سوى أن تسافر وتترك المكان الذي يذكرها به، وبدأت تسافر من مكان لآخر وهي تحاول النسيان وفي كل مرة تحاول تفشل فيها، وقررت العودة، فإن السفر ليس له فائدة معها، وقبل سفرها بيوم واحد، قررت أن تلبى دعوة لحضور حفلة، لم تكن تعرف الكثير منهم، ولكن هناك ذلك الشاب الذي يريد التحدث معها، وعلمت منه أنه مهندس ديكور وأنه متزوج، ولكنه لا يحب زوجته، فقد تزوجها فقط تلبية لطلب والدته، وبالتدريج شعرت معه بالراحة والفرح، وبدأ شيء ما يظهر في قلبها، إنه الحب.

الزوجة :

 عندما عادت من السفر فوجئت به يلاحقها في كل مكان، حتى أنه طلب منها الزواج، وحتى تهرب من ملاحقته لها قررت السفر مرة أخرى، ولكن ليس بعيداً، فهي تريد أن تنفرد بنفسها بعيداً عنه حتى تنساه، وفي رحلتها تعرفت على تلك الفتاة الطيبة هي وأولادها، وبسرعة صارتا صديقتين، حتى أنها أخبرتها عن زوجها دائم الانشغال والتفكير في العمل وتارك لها كل شيء حتى مسئولية الأولاد، وشعرت بالغضب تجاه هذا الرجل الأناني.

يوم اللقاء :

 وفي أحد الأيام وجدت تلك الزوجة في شدة السعادة والفرح وأخبرتها أن زوجها سيأتي ليزورها ويقضى معها يومين بعيداً عن العمل، حتى أنها أصرت على أن تشاركهما طعام العشاء حتى تتعرف عليه، ويا ليتها لم تفعل، لقد أصيبت بصدمة عند رؤيتها لزوجها، أنه هو ذلك الشخص الذي رحلت هرباً منه.

العودة :

 لقد ظهرت السعادة على وجه لدى رؤيته لها، حتى أنها خافت أن تشعر الزوجة بما يحدث بينهما، ولم تجد أمامها سوى الاعتذار والرحيل فوراً، وبعدها قررت الرحيل فوراً وتركه إلى الأبد، وعندما حاول في وقت آخر أن يتحدث معها لم تعطيه الفرصة ونصحته بأن يعود إلى زوجته وأولاده، واضطرت أن تعود بالسيارة وهي تبكي بشدة على حبها الضائع الذي لن يرى النور بعد الآن، فقد انتهى، لن تستطيع أن تدمر هذه الأسرة وتدمر تلك الفتاة الطيبة التي لا ذنب لها.

تغيرت :

 نعم تغيرت لم تكن تلك الفتاة الأنانية التي تخطف كل شيء تريده دون الاهتمام بالآخرين، وتذكرت تلك الفتاة الجامعية، وتلك النظرة التي تخبرها بمدى ظلمها وقسوتها، ولكن الغريب في الأمر أن تلك الفتاة التي دائماً ما تأتي إلى أحلامها حزينة ومنكسرة، الآن هي سعيدة ومبتسمة، الآن فقط تغيرت ولم تعد تلك الأنانية التي كانت من قبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *