قصة خرافية .. اتفاق

المرأة والشيطان:

هذه قصة خرافية لا يمكن لأحد أن يصدقها، ولكنها تحمل معنى معين، ويقين المراد تأكيده، يُحكى عن اتفاق، تم بين المرأة والشيطان أيهما أذكى من الآخر، وكيف يمكن إثبات ذلك وتحويله إلى حقيقة يمكن رؤيتها بالفعل لا بالقول، المرأة تؤكد أنها الأذكى، والشيطان لا يقتنع بكلامها، ويتراهن على إثبات العكس، ووافقت المرأة، فقد لتجعله يعلم بالتجربة أنها على حق.

%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%ae%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%a9

الخياط:

حدث اتفاق بينهما وكان الخياط طرف فيه، ولكن دون أن يدري، أنه رجل بسيط لديه دكان للخياطة، هذه صنعته التي يعشقها، هو متزوج، ويحب زوجته كثيراً، وكذلك زوجته، تحبه وتحترمه وتعاونه في أمور العمل أحياناً، اختارت المرأة هذا الرجل واتفقت مع الشيطان على أن من يستطيع أن يفرق بين الزوجين العاشقين ويؤدي بهما إلى الطلاق يكون هو الأذكى.

الرهان:

فرح الشيطان بهذا الرهان، واعتبره أسهل اتفاق له، فهو على يقين أنه بجهد بسيط منه يمكنه أن يحدث الطلاق بينهما، ولما لا وهو من يفعل أكثر من ذلك في الدنيا بين البشر وبعضهم البعض، كم من بيت تم تدميره بسببه، وأسر قد تشردت وتفرقت بسببه، أنها لعبته المضلة والتي يعشقها ودائم العمل بها، أنها أبسط ما يكون بالنسبة له، في النهاية هذا اتفاق جيد له.

المحاولة:

أنطلق الشيطان إلى دكان الرجل، وظل يوسوس له في عقله، ويخبره بأشياء سيئة عن زوجته ويعمل جهد أكبر حتى ينجح ويطلق الرجل زوجته، وتارة يشعر أنه نجح وأن الرجل سيطلق زوجته، وتارة يشعر بأن الرجل يستنجد بالله ويستعيذ به من الشيطان الرجيم، ليهرب الشيطان خائفاً من ذكر الله، ثم يعود إليه مرة أخرى يحاول أكثر وبتصميم أكبر، عليه أن ينجح ويحقق اتفاق تم بينه وبين المرأة، التي في انتظار النتيجة، كما أنها تراقبه لترى هل سينجح في عمله أم لا؟ وهي تبتسم وتمتلئ فخراً لأنها على يقين بأنه لن ينجح في مسعاه، ولكن الشيطان تعب كثيراً مع الرجل دون فائدة فهذا الرجل يحب زوجته ولن يطلقها أبداً.

العودة:

عاد الشيطان إلى المرأة وهو يشعر بالخجل، فقد فشل في مهمته، وجاء دورها، وعندما ذهبت إلى الخياط الذي استقبلها بابتسامة رائعة كما يفعل مع كل زبائنه، أخبرته بأنها تريد أن تشترى منه قطعة قماش، ويجب أن تكون جميلة جداً، وفريدة من نوعها، لأنها سوف تقدمها كهدية للمرأة التي يحبها أبنها، وبدأ الرجل في البحث بين بضاعته عن طلب السيدة التي لم تتوقف عن الكلام بل أنها أخبرته أن ابنها يحب امرأة متزوجة، وأنها ستطلب منها أن تبتعد عنه، وستعطيها قطعة القماش حتى توافق على ذلك، اندهش الرجل من كلامها، وشعر بالكراهية لتلك المرأة التي تخون زوجها، ولكنه لم يتدخل فيما لا يعنيه، فقد باعها لها ثم رحلت.

المنزل:

ذهب المرأة بقطعة الثوب إلى منزل الخياط، وتحدثت مع زوجته، وأخبرتها أنها امرأة غريبة عن البلدة وهي في طريقها لزيارة أحد أقاربها، ولكنها تطلب منها أن تسمح لها بأن تصلى صلاة الظهر في بيتها لأنها تخشى أن يفوتها وقت صلاتها، وبحُسن نية وبابتسامة هادئة سمحت لها المرأة أن تدخل المنزل، وتركتها بمفردها في أحد الحجرات لكي تصلى، واستغلت المرأة هذه الفرصة لتترك قطعة القماش في المنزل دون أن تعلم بها زوجة الخياط، ثم شكرتها على حُسن ضيافتها لها وتركت المنزل ورحلت.

المراقبة:

عادت المرأة إلى الشيطان وكلها ثقة أن ما تريده سيحدث، في المساء عندما عاد الزوج سعيد إلى زوجته التي يحبها، تحدث معها قليلاً كعادته قبل تناول الطعام، ثم تركته لتأتي بالطعام، وعندما دخل أحد الحجرات وجد قطعة القماش التي باعها لزبونته في الصباح، أنها تلك المرأة التي ستهديها للمرأة التي يحبها ابنها، تلك المرأة التي تخون زوجها، واتسعت عيناه من الصدمة، الآن عرف من هي تلك الزوجة الخائنة، ومن هو زوجها، وعاد والشرر يتطاير من عينه وأسمك بزوجته بقوة وعنف، والمسكينة لا تعلم ماذا يحدث لزوجها، ولكنه طلقها وطردها من بيته دون أن تفهم شيئاً.

الدهشة:

شعر الشيطان بالدهشة لما فعلته المرأة، وشعر بالغضب لأنها تفوقت عليه في عمله، ولكن المرأة وبابتسامة أكبر أخبرته بكل فخر واعتزاز ما رأيك لو أجعله يعود لزوجته مرة أخرى، لم يصدقها الشيطان، وقال لها لا يمكن، إذا فعلتي ذلك يجب عليكِ إخبار الخياط بأنك أنت السبب فيما حدث له، قالت المرأة لن أفعل طبعاً، زادت دهشته وقال لها إذن كيف ستصلحين الأمور بينهما، قالت شاهد وتعلم، ثم تركته وذهبت إلى الخياط.

النهاية:

فتح الخياط الدكان وهو حزين، لم تلمع عيناه بالسعادة مثلما كان من قبل، وتحدثتن معه المرأة وهي تقول: هل تتذكرني، قال بحزن وضيق نعم، أنت من جاءتني البارحة لتشترى قطعة القماش، قالت المرأة في براءة أريد قطعة أخرى مثلها، اندهش الرجل وقال لها لماذا، قالت المرأة بالأمس وأنا في طريق إلى حبيبة أبنى الخائنة طرقت أحد الأبواب لفتاة رقيقة القلب وطلبت منها أن تسمح لي بالدخول إلى منزلها لأداء صلاة الظهر لديها، وفي الداخل نسيت قطعة القماش لديها، ولم أتذكرها إلا عندما غادرت المنزل ولم استطع أن أعود إليها لاستعادتها، فهي امرأة فقيرة وقد تفرح عندما تجد قطعة القماش لديها، لذلك أريد قطعة أخرى بدلاً منها، فجأة تحول وجه الرجل من البؤس والحزن إلى الفرح والسعادة حتى أنه كاد أن يقفز إلى أعلى، وعاد ليسألها هل تعني أن تلك المرأة لم تكن الزوجة الخائنة لزوجها، قامت المرأة بتمثيل دور البريئة بإتقان وقالت: بالطبع لا، سامحك الله أنها فتاة من أشرف ما يكون، وباعها الخياط قطعة القماش بسرعة، ثم أغلق الدكان وعاد مسرعاً إلى زوجته في منزل والدها، يصالحها ويقبل يدها ويطلب منها السماح والغفران، وعندها لم يتحمل الشيطان ما يحدث، وأغمى عليه في الحال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *