المجتمع والعنف وتأثيره على بيئة الإنسان

منذ أمد بعيد وقد اهتم علماء النفس بقضية الأسباب الكامنة وراء العنف والبحث عما إذا كانت البيئة المحيطة بالإنسان وراء ذلك أم العوامل الوراثية، الجيل الحالي يفقد الكثير بعدما سيطر الإنترنت والتليفزيون وأصبح كلا منهم يقوم بدور الموجه والمربي ،الإنسان لم يكن عنيفا منذ مولده ،ولكن عسر الحياة والعنف في التربية هما من يغرز العنف في خلايا الدماغ ،وهنا تظهر أهمية دروس التربية؛ للتعريف الصحيح بالمبادئ الإنسانية النبيلة التي تحث على التواصل وعدم العنف ضد الرأي المخالف الآخر.

أسباب العنف

* الأسباب التربوية

الأسباب التربوية هي من أول الأسباب في غرز دوافع العنف لدى الإنسان لأن الأسرة هي النواة الأساسية في المجتمع وهي الوعاء الذي يحتضن الفرد والمحافظة على سلامته والتي تؤثر على نفسية الفرد ،فالتفكك الأسري يعتبر انهيار لدور الأسرة الأساسي ،وذلك لدور التربية في غرز المبادئ وتكوينها لدى الطفل ،فإما أن يشعر بالأمان و الطمأنينة و الاحترام وإما أن يشعر بالقسوة والإحباط ؛نتيجة للعنف في التربية أو التدليل الزائد.

وكذلك سوء المعاملة الأسرية تجاه الأبناء والطلاق وطول غياب الأب والمعاناة الاقتصادية للأسرة لهم دور في انحراف الفرد سلوكيا وفكريا.

* الأسباب الاجتماعية والإحباط النفسي

الأمية والبطالة والفقر وتدهور الأحوال الاقتصادية وتفكك الأسر والرشوة والفساد الإداري ،كلها أسباب ناتجة عن أسباب اقتصادية تغرز لدى الفرد شعور بالإحباط وفقدان الثقة بالنفس ؛لأنها كلها ظروف قاسية فرضت نفسها على الفرد تدفعه إلى تغيرات سلبية في الشعور والتفكير وانخفاض مستوي الروح المعنوية والشعور بالانهزام.

المجتمع والعنف وتأثيره على بيئة الإنسان

المجتمع والعنف وتأثيره على بيئة الإنسان

* وسائل الإعلام

وسائل الإعلام التي يزداد دورها في حياة الفرد كل يوم عن الآخر ،فأصبحت لا تقتصر فقط على ما تقوم ببثه خلال ساعات ،ولكنها أصبحت لها دور في إجبار الفرد برأي معين أو اتجاه معين من خلال التركيز على أشياء معينة وتجاهل الآخر منها ،فأصبحت تقوم بدور الموجه وليس مجرد نقل رأي معين ،وتغرز المبادئ والأفكار في عقول المتلقين.

العنف لدى الأطفال

العنف هو سلوك مكتسب ،يكتسبه الطفل من البيئة التي يعيش فيها ،وتظهر علامات العنف على الفرد من خلال كثرة الحركة والمشاكسة والرغبة في استفزاز الآخرين .

* أسباب العنف لدى الأطفال

–  الرغبة في التخلص من ضغوط الكبار ،فعند الدراسة مثلا ،كثيرا ما يطلب الآباء من الأبناء مراجعة دروسهم ومساعدة أخواتهم في أمور الدراسة.

– التدليل الزائد الذي يمنحه الآباء للأبناء ،فيلجأ الطفل إلى العنف في حالة رفض أية طلب من طلباته.

* التقليد قد يكون التقليد هو أحد أسباب العنف لدى الطفل ،من مشاهد يراها في أفلام الكارتون أو التليفزيون ،أو رؤية أحد من الأسرة يغضب أمامه بطريقة عنيفة.

* الغيرة كثيرا ما تكون أحد أسباب العنف ،فالغيرة من أحد الزملاء في الدراسة تجعل الطفل يتشاجر معه و يتصرف معه بطريقة عنيفة.

* العقاب الجسدي أحيانا ما يلجأ له الآباء ،ولكنه له آثار سلبية على الطفل مما يدفعه إلي العدوان والعنف.

* تراكم مواقف الإحباط التي يتعرض لها الطفل تزرع فيه دوافع عدوانية من المشاعر السلبية التي تنتج من الإحباط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *