الفن التجريدي عالمياً وعربياً

 يعتبر الفن التجريدي واحداً من أنواع الفنون التي تعتمد في أداؤها على أشكال ونماذج مغايرة لما هو موجود في الواقع، لذا فأنها تكون في بعض الأحيان غير مفهومة لدى البعض، لكن الأهم في الأمر أن هذا النوع من الفن يتمتع بخيال غير تقليدي للتعبير عن أشياء موجودة من حولنا لكنها تبدو مختلفة بمنظور هؤلاء الفنانين.

نظرة في الفن التجريدي

الفن التجريدي يعد من أقوى أنواع الفنون نظراً لأنه نوع من الفن يتسلل إلى الجانب الغير إدراكي لدى المشاهد، كما أن التعبير عن الأشياء بصورة مغايرة للواقع تجعل من عملية فهم وتقييم هذا الفن عملية صعبة إلى حد ما، ولكن عند تبسيط الأمور الخاصة بهذا الفن ستجد متعة غير عادية.

ويتنوع الفن التجريدي بين اللوحات التمثيلية واللوحات التجريدية، التمثيلية قد تكون أقرب للصور العادية من حيث الدقة والمحاكاة للواقع ولكن المقصود من تلك اللوحة يكون مختلف لما هو معروض، أما التجريدية فتلك هي المقصودة لأن التعبير الأمثل للمشاهدة الأولى أنك لا تستطيع تحديد ماهية ما تنظر إليه.

 الفن التجريدي عالمياً

اعتمد بعض الفنانين العالميين على نوعين من اللوحات التجريدية، النوع الأول يعتمد على اقتباس الأفكار من الطبيعة ثم نقلها بعد تجريدها حسب رؤية الفنان، وفي هذا النوع تكون اللوحة غير واقعية ولكن الشخص العادي يكون قادر على تكوين فكرة أو وجهة نظر حتى ولو كانت ضئيلة، فالعديد من لوحات الفنان الفرنسي كلود مونيه الذي اشتهر بهذا النوع من الفن قد قام برسم لوحات لبعض الزهور الموجودة في منزله، هي في الواقع لا تمثل ما قام برسمه على أرض الحقيقة ولكنك ستدرك بسهولة أن المرسوم في تلك اللوحات هو بالفعل زهور.

النوع الثاني هو الأكثر صعوبة فهماً وتقييماً لأن تلك اللوحات لا تعكس أي شكل مفهوم من وجهة نظرنا، ولكنها تعبر عن حالة فنية معينة لدى الفنان كما أن في بعض الحالات تكون اللوحة في حد ذاتها غير مريحة للعين، ومن رواد هذا المجال على الإطلاق الفنان بيكاسو.

الفن التجريدي عالمياً وعربياً

الفن التجريدي عالمياً وعربياً

الفن التجريدي عربياً

يعتبر الفنان المصري محسن عطية واحداً من رواد الفن التجريدي في الوطن العربي، بداية من سبعينات القرن الماضي حتى يومنا هذا لما يستخدمه من لغة بصرية مميزة جداً في هذا المجال من الفن.

ما هو الإبداع في الفن التجريدي

الفن التجريدي ليس فقط مجرد لوحات بغرض الديكور تكمل به واجهة معرض أو منزل، لكن الإبداع الحقيقي يكمن في الغرض الأساسي من هذا الفن، وكل متعمق وباحث في هذا النوع من الفن يستطيع فهم اللوحات التجريدية عندما يستوعب البيئة والظروف المحيطة أثناء عمل تلك اللوحة، بل هناك من يمتد بالتعمق لحدود أبعد من حيث دراسة ظروف وبيئة ونشأة وثقافة الفنان نفسه.

الرؤية الجديدة للفن التجريدي

منذ بداية التاريخ والرسم كان الغرض الأساسي منه هو فقط التعبير ورسم الصور، ثم بدأ الاتجاه في القرن الماضي في نقل فكرة معينة عن طريق الرسم والتعبير عنها بأشكال غير منطقية وهذا ما يعتبر هو الطفرة أو النقلة التي حدثت وجعلت الفن ينتقل من مصاف التصوير إلى التجريد.

وهذا ما يفسره علماء النفس بأن أغلب المواقف الإنسانية تدور في اللاوعي، لذا كان لابد من نوع من الفنون يخاطب هذا الجانب الإنساني وهو سر نشأة الفن التجريدي.

فالتعامل مع الرسوم الطبيعية المباشرة لا يبعث فيك أي جانب من جوانب التركيز ولكنك قد تمر عليها مرور الكرام، ولكن هذا النوع إن لم تستطيع أن تركز بذهنك فيما تشاهده فبالتأكيد لن تصل إلى أي شيء مما يقصده الفنان ويرغب في إيصاله لك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *