العمرة

قال الله تعالى في كتابه الكريم :  وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

إن العمرة اسم من الاعتمار وأما في اللغة فتعني القصد والزيارة ،وهي زيارةٌ لبيت الله الحرام لأداء المناسك الخاصة وهي شُرعت بأصل الإسلام.

هل العمرة سنة أم واجب؟

اتفق مذهب أحمد بن حنبل والشافعي بأنها واجبة وذلك استناداً  على ما رواه أهل السنن عن أبي رزين العقيلي أنه أتى النبي محمد فقال: “إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة، فقال النبي: حج عن أبيك واعتمر”،وما ذكر في القرآن: وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ…}،[4

وأما في مذهب أبي حنفية ومالك ابن أنس فقد قالوا بأنها سنة وذلك اعتماداً على الحديث التالي: عن جابر بن عبد الله أن النبي محمد سئل عن العمرة: “أواجبة هي؟ قال: لا وأن تعتمر خير لك”.

ومن استطاع فلماذا لا يذهب فوراً؟! سواءً كانت سنةً أو واجباً ففي النهاية فيها زيارة لبيت الله الحرام وتأدية لعمل شريفٍ ويستطيع المسلم أداءها في أي يوم في السنة عدا أيام الحج.

هل للعمرة شروط؟

لكل عملٍ ولكل شيءٍ شروط خاصة وشروط العمرة هي كشروط الحج وهي كالتالي : الإسلام ،والبلوغ ،الحرية،والعقل والاستطاعة وإن نقص شرط فيسقط الفرضان.

الأجر الكبير في أداء العمرة

إن في أداء العمرة أجرٌ كبيرٌ جداً ففي أداءها غفرانٌ للذنوب وهي من أحد الجهادين للمسلمين ،وترفع العمرة الدرجات وتمحي السيئات ،كما أن هناك ثواب لعمرة الصغير ويؤجر وليه على ذلك، وهي تعتبر كالحج الأصغر ،ولا تنسى بأن الصلاة في الحرم تعادل 100 ألف صلاة!

العمرة

العمرة

واجبات العمرة ومستحباتها

هناك واجبان للعمرة وهما: أن يكون الإحرام من الميقات إن كان الميقات بينه وبين مكة، أو الحل لمن كان في الحرم. والواجب الثاني هو: الحلق أو التقصير.

وأما المستحبات فهي كثيرة ومما يُفعل قبل الإحرام :

تقليم الأظافر وحلق شعر العانة ،والاغتسال ،والتطيب في البدن.

وأما ما يُستحب بعد الإحرام فهو كالتالي:

التلبية ورفع الصوت للرجال ،قول “لبيك اللهم عمرة”

وأما المستحبات في الطواف فهي: تقبيل الحجر ولكن بدون أن يؤدي إلى زحمة ، والإسراع في المشي وذلك في الأشواط الثلاثة الأولى ،والإكثار من الدعاء والذكر، وصلاة ركعتين بعده.

والمستحب في السعي الصعود إلى الصفا وقول “نبدأ بما بدأ الله به” ،والهرولة بين العلمين الأخضرين ويُستحب أن تكثر من الذكر.

كيفية أداء العمرة

تبدأ العمرة بالإحرام وهي النية للبدء بالعمرة وقصد الذهاب إلى بيت الله الحرام ويستحب أن يقول لبيك اللهم عمرة ،ثم يحرم في إزار ورداء غير مخيط ويفضل أن يكون ذو لونٍ أبيض.

وأما بعد الإحرام فيقال: (لبّيك اللهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك لا شريك لك) وهذا من سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وعلى الرجال رفع صوتهم عند قولها وأما النساء فيجب أن يخفضن أصواتهن عند نطقها.

وبعد الإحرام يأتي الطواف ويطوف المعتمر الكعبة سبعة أشواط وكل شوط يبدأ من عند الحجر الأسود وينتهي عنده ،ويجب أن تكون الكعبة على يسار المعتمر، ومن السنّة أن يقول المعتمر وهو بين الرّكن اليماني والحجر الأسود : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ويجوز أن يذكر الله ويقرأ القرآن.

وهناك أمور من السنة مثل قراءة بعض الآيات القرآنية عند المقام وصلاة ركعتين عنده بعد طوافه ويقرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون وفي الثانية سورة (قل هو الله أحد) ،ومن السنة شرب ماء زمزم والتوجه إلى الحجر الأسود إن استطاع ومن ثم يتوجه إلى الصفا.

يتألف السعي من 7 أشواط بين الصفا والمروة وتبدأ بالصفا وتنتهي بالمروة وهناك أدعية وآيات قرآنية مستحبة.

وفي نهاية العمرة يتم الحلق أو التقصير وهذا واجب ،وعلى الرجل حلق شعره كاملاً وأما المرأة فعليها تقصيره بدون حلقه ،وبعد الانتهاء يتحلل المعتمر من إحرامه وهكذا تنتهي العمرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *