الإتيكيت وقواعد السلوك العامة

الإتيكيت هو علم الآداب والسلوك في المجتمع الراقي فهو علم له أصول منذ أقدم العصور، مترجم بجميع لغات العالم وهو فن ممارسة الحياة اليومية وأكثر السبل رقياً وتهذيباً وجمالاً, وأحسن أنواع اللياقة واللباقة هو العقل والقلب المهذب الذي يحققه المرء من أسرته والخبرة التي يكتسبها من تجاربه وتعاملاته في الحياة، والإتيكيت هو عبارة عن تقاليد مدروسة تتبعها طبقة اجتماعية أو فئة بعينها من الناس تتميز بأسلوب حياة معين بوظائف محددة بهدف إزالة الكثير من سوء التفاهم والتصرف وذلك تحقيقاً لمبدأ احترام الآخرين وتهذيب النفس.

الإتيكيت وقواعد السلوك العامة

الإتيكيت وقواعد السلوك العامة

لم يتفق الباحثون على تحديد أصل كلمة الإتيكيت ومعرفة ما تدل عليه، فأعادها البعض إلى كلمة (ستيكوس) وهى كلمة رومانية قديمة ومعناها نظام الطبقات أو الفئات الاجتماعية وآخرون رأوا أنها التعبير الألماني (stechen) ومعناه الطابع أو السمة البارزة، ورأى باحثون آخرون أنها تعود إلى التعبير الفرنسي Ticket)) الذي يعني تذكرة الدخول إلى المجتمع الراقي، وهذا التفسير هو الأقرب لمدلول كلمة “الإتيكيت” حيث كان الملك الفرنسي لويس التاسع الرابع عشر حريصاً على عمل بلاطة الملكي قدوة ومثالاً لجميع البلاطات في أوربا.

كذلك كانت مصر تعرف فن الإتيكيت والبروتوكول والمراسيم منذ العصر الفرعوني الأمر المثبت على جدران المعابد والمخطوطات القديمة كما ألف العرب الكثير من الكتب في هذا المجال مثل آداب الحوار وغيرها من الكتب.

ولقد عقدت الكثير من المؤتمرات من أجل توحيد اللغة العالمية لفن الإتيكيت فتم أول تدوين للغة في العام 1815و1861 و1963 في فيينا عاصمة النمسا.

أما عن الفرق بين البرتوكول والإتيكيت هو أن البروتوكول بنفس معني الإتيكيت في إظهار السلوك الفائق التهذيب والسمات الحسنة، إلا أن له شكل إلزامي تفرضه أصول التعامل بين الدول وما يمثلها من سفراء في العالم الدبلوماسي، أما الإتيكيت اختياري فلا يحمل الطابع الإلزامي مثل البروتوكول.

وأهمية الإتيكيت تتمثل في أن التربية الجيدة تمنح صاحبها البساطة والثقة في النفس التي تعبر عن نفسها بالاطمئنان وتجعل من الثوابت في نفسه سمة التسامح، فالإتيكيت هو من الثوابت التي يجب أن نثبتها من خلال معاملتنا في حياتنا اليومية ونقوم بزرعها في أولادنا لأن السلوك الذي يمارسه الإنسان في حياته اليومية يعكس عنه إما صورة إيجابية أو سلبية.

يمكن مخالفة بعض قواعد الإتيكيت إذا تعارضت مع الأديان أو العادات والتقاليد أو هددت أساسيات الصحة العامة التي تشترطها المعاهدات الدولية، فتطبيق قواعد الإتيكيت يبرز احترام الإنسان لذاته وتقديرها، فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يميل إلى المشاركة والعيش داخل التجمعات البشرية.

ففي المجتمعات الذكورية التي تحكمها فكرة أن الرجل (لا يعيبه إلا جيبه) وأن الإتيكيت قاصر فقط على المرأة وفقاً لذلك فلا حاجة للرجل أن يتعلم قواعد اللياقة واللباقة إلا أن الواقع يفرض المساواة على التعامل بين الرجل والمرأة فالإتيكيت يقوم على مبدأ احترام الذات واحترام الآخرين وهى تمنح القوة للرجل ولا تنقصه قوة فهناك عدد كبير من الرجال ما بين قوة الحزم وبين الفظاظة وعدم الاحترام فبالنسبة لهؤلاء أن تكون حازماً يعني أن تكون وقحاً، فالرجل الذي تتعدد علاقاته لا يدرك بأن هذا سلوك غير مقبول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *