احذر من الشك وسوء الظن

الشك بالآخرين وسوء الظن بهم من أسوء الأمور التي انتشرت في أيامنا هذه، فنرى الطلاق كثر وهذا أحد الأسباب ونرى الإخوة افترقوا بسبب ذلك أيضاً، وليس ذلك فقط بل حتى انتشر هذا الأمر بين الأصدقاء وأقرب الناس! ولكن لماذا؟! لماذا عصي الله ووقع أنفسنا في المشاكل والمصائب؟! هل تعلمون لماذا نقع بذلك؟ لأننا لم نقم بما أوصانا الله به عندما قال في كتابه الكريم: (يا أيها الذين آمنوا اجتنوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم)، إذاً لو أننا قمنا بذلك لما حصل معنا ما يحصل الآن.. ولعلك تتساءل كيف أحسن ظني بالناس؟ وكيف أبعد الشك عن قلبي؟! الأمر ليس بالصعب ولكن علينا أن نحزم أمرنا لذلك ولنتعرف على سوء الظن أكثر..

احذر من الشك وسوء الظن

احذر من الشك وسوء الظن

سوء الظن بالناس فقط؟!

سوء الظن لا يكون بالناس فقط، فللأسف بعض الناس يسيئون الظن بالله! وهو أمر خطير ولا يجب أ ن يحصل فالله تعالى قال في الحديث القدسي: «إن الله تعالى يقول:أنا عند ظن عبدي بي؛ إن خيراً فخير، وإن شراً فشر»، وبذلك فليعلم الإنسان بأنه يجب أن يحسن الظن بالله ويتفاءل دائماً ويزداد أملاً به ولكن إن أخطأ الظن فسيحدث كما ظن! وأما من يسيء الظن بالناس فسوف يقع في الكثير من الأخطاء! على المسلم أن يضع 70 عذراً لأخيه ولا أن يضع الظن السيء أولاً! إن كنت تثق بمن تحب فلا يجب أن تسيء الظن به فحسن الظن يدل على حبك له! سوء الظن يتعب القلب ويبعد القلوب عن بعضها ويسبب المشاكل الكثيرة!

بعض القصص عن سوء الظن

هناك قصة معروفة لشابٍ كان معه أبيه في القطار وكان مذهولاً ويتحدث مع أبيه كقوله “انظر يا أبي إن الأشجار تمشي معنا وانظر إلى الغيوم” وهكذا من الكلام الغريب! فتفاجأ الناس وقالوا لأبيه :ما بال ابنك؟! (اعتقدوا بأنه مجنون!) فقال الأب: إنها أول مرةً ترى بها عينيه النور! نعم إنها أول مرة يرى بها في عينيه! الناس فوراً تسيء الظن لماذا؟! لو أنهم وضعوا عذراً له لما أساؤوا الظن ولكن وللأسف هذا يحصل كثيراً..

وبعض الناس كالنساء تسيء الظن بأزواجهن فإن تأخر في عودته إلى المنزل بدأ سوء الظن باعتقادهن بأنه في مكانٍ آخر وربما وربما ويضعن احتمالات كثيرة وكبيرة وسيئة وعندما يعود يبدأن بالتحقيق وإظهار انزعاجهن وقد يبدين ذلك بعدم إطاعته والكثير من الأمور الأخرى المزعجة!

لماذا ليست هناك ثقة؟! لماذا سوء الظن؟ لو أعطته بعض الوقت فقط لأخبرها بأنه كاد أن يصاب بحادث! أو ربما طلب منه المدير المزيد من العمل! وربما أمور أخرى! لماذا بعض النساء عندما يتأخر أزواجهم يقلقون عليهم خوفاً! وليس شكاً! كأن أصابهم مكروهٌ ما ويبقين يدعون الله حتى يعود أزواجهن بالسلامة! ولماذا بعضهن الآخر يبدأن بالشك بسوء عوضاً من الدعاء له؟! هذا من الأمور الخاطئة والتي تسبب الطلاق والانفصال والمشاكل ومن الذي سيعاني في النهاية؟ الأطفال.. نعم هذه من مشاكل المجتمع الكبيرة.

الحل مع سوء الظن

الحل معه بسيط وهو أن تضع الأعذار لأخيك وتحسن ظنك وإن كنت ستسيء الظن فاستعذ بالله من الشيطان فوراً واطلب منه أن يعينك على إيقاف سوء ظنك، قال أحد السلف: لو رأيت أحد إخواني ولحيته تقطر خمرًا لقلت ربما سُكبت عليه! ولو وجدته واقفًاً على جبل وقال: أنا ربكم الأعلى لقلت يقرأ الآية! ما رأيكم بإحسان الظن هذا؟! لو قمنا جميعنا بإحسان ظننا هكذا لأصبحت الدنيا بخير! وكذلك علينا أن نحسن ظننا بالله فهو الكريم المعطي العفو الرحيم! وعلينا أن نعلم بأن كل ما يصيبنا خيرٌ منه مهما حصل وبهذا سنحسن ظننا به وننال على أكثر مما نتوقع بإذنه تعالى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *