ابن خلدون

 عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون أبو زيد، هو من تفتخر به يونس لأنه ابن أرضها، وتفتخر به مصر كونه أقام بها حتى توفي ودفن بها بقرب باب النصر بشمال القاهرة، بل ويفتخر به الوطن العربي لمكانته العلمية وما قدمه للبشرية من علم يُدرس ويُعد من أفضل ما تم على مر العصور.

وهو مؤرخ من شمال أفريقيا ولد بتونس عام 732 هـ وتوفي في رمضان عام 808 هـ وهو من منشأ أسرة ذات علم وأدب وكان أهله ذو جاه ونفوذ، حيث شغل أجداده مناصب هامة سياسية ودينية، حفظ ابن خلدون في طفولته القرآن الكريم، وكان والده هو المُعلم الأول له.

 ابن خلدون هو مؤسس ومُبتكر علم الاجتماع 

يُعرف علم الاجتماع بأنه علم يشمل دراسة وصفية وتقديريه تُفسر العلاقات الاجتماعية التي تحدث في المجتمعات المختلفة وعلاقة الناس ببعضهم البعض وتفاعلهم مع بعضهم وغير ذلك الكثير مما ينشأ ويُكون قوانين التطور التي تخضع لها فيما بعد المجتمعات الإنسانية التي تريد أن تتطور وتنمو وتُحدث تقدم وتغيير في حياتها.

ابن خلدون عالم مُسلم هو أول من سلط الضوء على هذا العلم، وابتكر وجوده في العالم، وقام بوضع  أسس له لكي يبقى مستقلاً عن غيره من العلوم، فيعتبر ابن خلدون بمثابة نقطة تحول للتاريخ الإنساني من حيث كتابته وتأسيس علم الاجتماع الذي يُعد من أفضل العلوم التي تحكم الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه وتفسر الحياة المجتمعية بشكل واضح ووضع قوانين وأسس لها تسير على مختلف المجتمعات البشرية الشرقية منها والغربية.

ابن خلدون

ابن خلدون

أهم وأبرز مؤلفات ابن خلدون

حينما نُلقي الضوء على ابن خلدون فلابد أن نذكر أهم أعماله التي اشتهر بها وحدثت فارقاً واضحاً في هذه الحياة لذا فيجب أن نذكر “مقدمة ابن خلدون” وهي من أفضل وأكثر الأعمال التي قدمها في حياته بل وتعتبر شيئاً ثميناً استطاع أن يقدم من خلالها حياة جديدة مختلفة تماماً عن العصر الذي نشأت تلك المقدمة فيه، وقام ابن خلدون بها وهو في عمر يناهز الثلاثة وأربعون عاماً وتحتوي على ستة فصول، كل فصل منهم يقابل علما مختلفاً عن الآخر، استطاع ابن خلدون فيه أن يوضح كل ما تم فيه بسهولة وبساطة، وعالج فيها كما يطلق عليها الآن أحوال الاجتماع الإنساني أو المظاهر الاجتماعية.

كذلك لديه مؤلفات أخرى مثل “رحلة ابن خلدون في المغرب والمشرق” قام ابن خلدون في هذا الكتاب بتدوين مذكراته يوماً بيوم، ولكن لن يضم الكتاب كثيراً عن حياة ابن خلدون الشخصية، بينما استعرض فيه حياته العلمية وروى فيه رحلاته بين المشرق والمغرب.

ابن خلدون ليس إنساناً طبيعياً عاش حياته مثل غيره من البشرية، وإنما كانت لديه رؤية وعلم استطاع من خلالهم تقديم شيئاً للحياة جديداً، واستطاع بالفعل ترك أثراً تم حفره فيها بعلمه ومكانته العلمية وما تركه لنا من كتب وعلم غير حياتنا على مر العصور ولم يكتف ابن خلدون بذلك! وإنما دعا الأجيال القادمة بعده القادرين  على استكمال ما نقص منه حيث قال “”ولعلَّ مَنْ يأتي بعدنا -ممن يُؤَيِّده الله بفكر صحيح، وعِلْـمٍ مُبِينٍ- يغوص في مسائله على أكثر مما كتبنا، فليس على مستنبط الفنِّ إحصاء مسائله، وإنما عليه تعيين موضع العلم، وتنويع فصوله، وما يُتَكَلَّم فيه، والمتأخِّرُون يُلْـحِقُون المسائل من بعده شيئًا فشيئًا إلى أن يكمل””

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *