أهمية الصداقة في حياتنا

قال الإمام على ( خالطوا الناس مخالطة إن عشتم معها حنوا إليكم وإن متم معها بكوا عليكم)، الصداقة هي البذرة الأولى في تكوين حياة المجتمعات وتساعد الصداقة على تقارب وجهات النظر حول القضايا المشتركة بين الناس، الروابط بين الناس قائمة على أساس حاجة الناس لبعضهم البعض، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بمفرده منعزلا عن الآخرين فهو بحاجة لهم وهم بحاجة له، فالبشر يقدم كلا منهم للآخر أعظم مسرات الحياة من أفراح وخدمات وغير ذلك.

أهمية الصداقة في حياتنا1

أهمية الصداقة في حياتنا1

المقصود بالصداقة:

      الصداقة هي علاقة أبدية بين طرفين يسودها الحب وتبادل الاحترام والود وتكون بعيدة كل البعد عن معرفة المصالح وغير مرتبطة بمدة معينة وتنتهي عادة ببعض المفاهيم الأخرى مثل المرأة والكذب والمال.

وهذا يعني أن الأصدقاء يفترقون بسبب كذب إحداهما على الآخر.

والذي يفسد المودة بين أعز الأصدقاء هو المال.

وأكثر ما يفرق الصديق عن صديقه هو المرأة.

وهناك من عرف الصداقة على أنها قدرة الفرد على التوافق مع نفسه أولا ثم الوفاق مع الآخرين وتقبل الآخر كما هو بمميزاته وعيوبه.

لقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يفتقدون وجود أصدقاء لهم هم أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية وخاصة اضطراب القلق والاكتئاب وأكثر شعورا بالملل والسأم كما أنهم يكونوا غير قادرين على التصرف بشكل ملائم.

 أسباب إقامة علاقات الصداقة:

التشابه:

قال الإمام علي ( النفوس أشكال، فما تشاكل منها أتفق، والناس إلى أشكالها أميل)، فتشابه الأشخاص في تكويناتهم يكون سببا أساسيا في بناء علاقات الصداقة فالشخص يميل للشخص الذي يتشابه معه من حيث الأخلاق والقيم وهذا التشابه لا يفيد فقط في علاقة الصداقة بل هو مفيد أيضا في علاقات فالزواج الناجح هو الذي يكون فيه الزوجين متشابهين لحد كبير في الصفات والقيم والمبادئ والأخلاق.

القرب المكاني:

القرب المكاني أحد الأبعاد الهامة التي تساهم في تكوين علاقات الحب والصداقة فنجد معظم الأصدقاء يسكنون بالقرب من بعضهم البعض وهذا القرب هو السبب في تكوين علاقات الصداقة.

جاذبية الفرد:

 يميل الشخص لصداقة الشخص الذي يمتلك الجاذبية في الحديث والتي تساعد على تكوين علاقات الصداقة بسبب الجاذبية التي تؤثر في الآخرين.

أهمية الصداقة في حياتنا:

مما لا شك فيه أن الصداقة من الأمور الهامة في حياتنا والتي لها التأثير الفعال في استمرار الحياة وتخطي الصعاب، كما تعمل الصداقة على تخفيض حدة مشاعر التوتر وعدم الراحة حيث أن الصداقة تساعد على:

المساندة الاجتماعية:

 أهم وظيفة من وظائف الصداقة هي المساندة الاجتماعية فالصديق الحق هو من يساند صديقه في الأحزان والأفراح يكون ملازما لصديقه وقت الشدة ولا يتركه يواجه الصعاب بمفرده.

فيقول الإمام أمير المؤمنين(لا يعرف الناس إلا بالاختبار، فاختبر أهلك وولدك في غيبتك، وصديقك في مصيبتك، وذا التودد والملق عند طلتك، لتعلم بذلك منزلتك عندهم).

فنجد الصديق وقت الشدة مساندا لصديقه، وفي وقت الخطأ يقدم لصديقه النصيحة ويوجهه للصواب.

وهناك نوعين من المساندة الاجتماعية:

المساندة المادية: أي مساعدة الصديق بمبلغ من المال لحين وقوفه من جديد.

المساندة النفسية: وتعني تقديم العون والوقوف بجانب الصديق حتى تمر أزمته على خير.

الإفصاح عن الذات:

من أهمية الصداقة الإفصاح عن الذات حيث أن الفرد يحتاج دائما لمن يحكي له أسراره ولن يجد أفضل من صديقه وهذا الإفصاح يخفف كثيرا عن الفرد ويقلل من حدة المعاناة.

المشاركة في الميول والاهتمامات الشخصية:

 لا يشارك الصديق صديقه وقت الضيق فقط بل يشاركه في المرح والتسلية وممارسة الهوايات الشخصية.

وفي النهاية أحب أن أقول أن الصداقة معنى جميل لا نريد أن يشوه مثل غيره من المعاني التي شوهت في هذا الزمان، بفعل النفاق والرياء والسعي وراء المصالح الشخصية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *