من سيرة الرسول : الإسراء والمعراج والهجرة

الحصار:

عندما طالب الكفار بني هاشم بتسليم محمد إليهم ليقتلوه، ورفض بني هاشم تسليم الصادق الأمين إليهم، حتى أنهم تكاتفوا وتعاونوا على حمايته منهم، حتى أن قام بنو هاشم جميعهم فيما عدا عمه أبو لهب في شعبٍ من شعاب مكة من أجل حماية رسول الله، حتى بدأ الحصار عقاباً لهم على تضامنهم معه وحمايتهم له، وظل الحصار لمدة ثلاث سنوات، وكانت فترة صعبة جداً على الصادق الأمين خاصة وأن توفى فيها عمه أبو طالب وهو أكبر سند له في الحياة، وكذلك وفاة زوجته خديجة التي حزن عليها كثيراً.

من سيرة الرسول : الإسراء والمعراج والهجرة

من سيرة الرسول : الإسراء والمعراج والهجرة

الأرضة:

واستمر الحصار إلى أن أكلت الأرضة الصحيفة التي قام بنو قريش بكتابتها، ولكن بقى كلمة واحدة وهي باسمك اللهم، ومن أجل ذلك تم فك الحصار، وبعدها سافر الصادق الأمين إلى الطائف حتى ينشر فيها دعوته إلى الإسلام، ولكنه لم ينجح في ذلك، والأسوأ من ذلك أن بنو ثقيف قد أرسلوا بأولادهم وأطفالهم محملين بالحجارة ليرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي لم يجد أمامه سوي أن يلجأ إلى الله تعالى لينصره.

ملك الجبال:

تتجلي روعة وطيبة وحُسن خلق رسول الله في هذا الموقف، عندما أرسل الله له ملك الجبال مع جبريل عليه السلام، يطلب منه أن يأذن له، فقط بكلمة منه يجعل الجبال مطبقة على أهل مكة، ويرفض رسولنا الكريم، أنها مكارم الأخلاق التي أنبتها الله في قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والذي رفض وهو يقول لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله تعالى.

الإسراء والمعراج:

تلك الرحلة العظيمة التي توجت في التاريخ بحروف من نور، لما لها من عظمة وقوة وعِظة، حدثت في العاشر من البعثة وفيها صعد الصادق الأمين إلى السموات العليا، وذلك عدما عرج إليها من المسجد الأقصى على ظهر البراق، وكان أمر الله حينها على المسلمين بالصلاة في هذه الرحلة، وعندما أخبر الصادق الأمين أهل قريش بها لم يصدقوه، وتسألوا كيف له أن يسافر كل هذه المسافة في ليلة واحدة، بينما يتخذها البعض منهم في أيام وليالي كثيرة، وانفضوا عنه وهم يتحدثون عن رحلته، حتى قابل البعض منهم صديقه أبو بكر، وأخبره بما قاله نبي الله، وحينها قال أبو بكر، إذا قالها فهو صادق، لهذا السبب سُمى أبو بكر، بالصديق لأنه صدق نبي الله محمد.

الهجرة النبوية:

العقبة لها بيعتان، الأولى في العام الحادي عشر للبعثة، والثانية في الثالث عشر من البعثة، وكان من نتائجها أن رسول الله قد هاجر إلى المدينة المنورة، وذلك بعد بيعة العقبة الثانية، وذلك لاشتداد البلاء والتعذيب على المسلمين في مكة المكرمة، وكان من الضروري الهروب من هذا العذاب ولكن هذه المرة إلى المدينة المنورة، وبدأت الهجرة مع المسلمين الواحد تلو الآخر، فلم تكن هجرة جماعية، كانت كالهروب من الظالمين، منهم من يهرب سراً وهم من المسلمين الضعاف الذين يخشون أهل قريش الكفار ويخافون على حياتهم، ومن من يهاجر في العلن دون الاهتمام بأهل قريش الأقوياء، وقد فعلها في العلن وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولم يقوى أحد من الكفار أن يواجهه أو حتى يقف في طريقه.

قتل محمد:

بعد هجرة المسلمين إلى المدينة، لم يبقى في مكة سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه رفيقه أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، والضعفاء الذين قامت قريش بحبسهم ومنعهم من السفر، وعندما شعرت قريش بازدياد قوة محمد، وأن عدد المسلمين في زيادة مستمرة، خافوا على هيبتهم بين القبائل، لذلك اجتمعوا وقرروا أن يقتلوه، ولكن كونه من عائلة كبيرة ولا يُستهان بها بينهم، جعلهم يفكرون في طريقة القتل هذه، حتى لا يحدث حرب أو معركة بينهم وبين عائلة محمد، ولم يجدوا طريقة سوي أن تُفّرق دمائه بين القبائل ظناً منهم أنه ليس من المعقول أن تقاتل عائلته جميع القبائل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *