مدينة فاس وموقعها الاستراتيجي

تعتبر مدينة فاس من أكثر مدن المغرب شهرة على مر التاريخ وهي قديمة جداً ويمكن اعتبارها ثاني أكبر وأجمل المدن الموجودة في المملكة المغربية ويرجع ذكر لعدد سكانها الكبير الذي يزيد إلى ما هو نحو 2 مليون نسمة ويجب أن نأخذ في الاعتبار إضافة الأماكن الموجودة بالجوار منها والتي حسبها التعداد تابعة إليها وقد كان هذا الرقم في عام 2010 تبعاً للإحصائيات الرسمية التي قامت بها الدولة للتعداد السكاني في ذلك العام.

وقد تم تأسيس هذه المدينة المهرة في 4 من شهر يناير من سنة 808 ميلادياً أي أن تاريخ هذه المدينة يصل إلى نحو 1206 سنة ويزيد عن ذلك وقد قام بتأسيسها إدريس الثاني والذي قام باتخاذها في ذلك الوقت عاصمة لدولته الإدريسية الذي أنشأها في المغرب ووضع جذورها هناك.

مدينة فاس وموقعها الاستراتيجي

مدينة فاس وموقعها الاستراتيجي

ومنذ وقت ليس ببعيد في 2008 م قامت مدينة فاس بالاحتفال بمرور نحو 1200 سنة على قيام هذه المدينة الجميلة وقام السكان بالعديد من الاحتفالات المبهجة بهذه المناسبة.

وفيما يتعلق بتقسيم هذه المدينة فهي تنقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسة تتمثل في المدينة القديمة بالإضافة إلى مدينة فاس الجديدة والتي كان قد تم بنائها في القرن الثالث عشر من التاريخ الميلادي والقسم الأخير هو المدينة الجديدة وهي التي قام بإنشائها الفرنسيون وذلك في خلال فترة استعمار الفرنسيون لدول المغرب العربي حيث قاموا بتزويد هذا الجزء بالمعمار الفرنسي المميز بفضل مهندسيهم والذوق الفرنسي العالي بالإضافة إلى نشر الثقافة الفرنسية في تلك المدينة الجديدة.

الموقع الاستراتيجي للمدينة

تمتاز المدينة المغربية الرائعة بتمتعها بموقع استراتيجي جغرافي حيث يمكن اعتبارها أحدى أكبر وأهم دول المغرب العربي ويرجع ذلك لجغرافية المكان والطقس حيث أن المدينة تتبع مناطق المنطقة التي توجد فيها والذي يتميز بغزارة كبيرة في المياه وذلك بفضل الطبقات الكلسية الموجودة في الأطلس المتوسط وهي بذلك تسبب توفر مساحة كبيرة من المياه الجوفية التي توجد تحت طبقات الأرض بكميات كبيرة.

يحدث ما يسمى بسهل سايس وهو عبارة عن تفجر عيون المياه الجوفية مشكلة الكثير من الينابيع التي تجتمع مع بعضها البعض وتتحد مشكلة ينابيع مجتمعة تقوم بصب مياهها العذبة في نهر فاس أو بشكل أكثر دقة أنهار فاس العديدة حيث أن مدينة فاس تتميز بكثرة أنهارها بالإضافة إلى هذا وجود الينابيع التي تتفجر من الأرض التي يكون فيها الانحدار شديداً والتي قام بحفرها نهر ناس العظيم بفضل انسياب مياهه وتدفقها بسرعات كبيرة مما يسبب نحتها الأرض.

تشتهر مدينة فاس المغربية العظيمة بوجود العديد من قنوات المياه التي تمتد في أراضيها كالشرايين التي تغذيها حتى تصل إلى تلك القنوات في كل بقاع المدينة ويتضمن ذلك المنشآت الحيوية كالمساجد والمنازل والحدائق والمدارس والمنشآت المختلفة التي توجد في المدينة.

بالإضافة إلى وجود عيون نهر سبو وفروعه المختلفة التي تتفجر في المدينة وبقاعها المختلفة وهو ما زاد من قيمة موقع المدينة الاستراتيجي الجغرافي وجعلها صامدة أمام تحديات الزمن والظروف البيئية المختلفة فقد ماتت حضارات وقامت أخرى وظلت المدينة صامدة ساكنة لا يهزها شيء رغم تقلبات الدهر والخسائر الكبيرة التي يسببها بالدول والإمبراطوريات العظمى.

بالنسبة لمكان المدينة العظيمة فهي تقع في وادي خصب أرضه صالحة للزراعة ومثمرة وهو ما تسبب في جعل هذه المدينة وكأنها الرابطة بين التلال والسهول الموجودة حولها وتلك التي توجد حول كلاً من الجوانب والأماكن الأخرى وقد تميزت مدينة فاس أيضا بموقع المميز بالقرب من الغابات والتي يتوافر فيها بكثرة شجر البلوط وشجر الأرز الكثير.

بالإضافة إلى أهمية هذه الأشجار في الحصول على المحاصيل فهي تستخدم أيضا في الحصول على الأخشاب ذات الجودة العالية القوية المتينة.

يحيط بالمدينة المغربية الكثير من الأراضي الخصبة الممتدة من كل ناحية وتصلح لكل أنواع الزراعة المختلفة بسبب شدة خصوبتها ومساحتها الكبيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *