ما هي صعوبات التعلم وكيفية التعامل معها

كل أب وكل أم يتمنون أن يجدوا أولادهم من المتفوقين دراسياً، ولكن هذا لا يحدث في كثير من الأحيان، ويرجع السبب في ذلك إلى عدة أمور، من أهمها أن يكون الطفل منذ البداية وهو يعاني من إحدى صعوبات التعلم، ولكن هذه الصعوبات غالباً ما تجدها واضحة في سن ما قبل المدرسة وفي السنوات الأولى في المرحلة الأولى في التعليم، ولكن يجب العلم أن تلك الصعوبات تحتاج إلى أب وأم على قدر كبير من الوعي كي يستطيعوا تخطي هذه المشكلة.

ما هي صعوبات التعلم وكيفية التعامل معها

ما هي صعوبات التعلم وكيفية التعامل معها

ما هي صعوبات التعلم؟

هي حالة مزمنة تنتج عن اضطرابات في وظائف الجهاز العصبي، وتؤثر على قدرات الطفل ونموها سواء كانت القدرات اللفظية أو غير اللفظية، وتوجد صعوبات تعلم نمائية مثل ضعف الذاكرة، والانتباه والإدراك واللغة والتفكير، وهذه الصعوبات تكون واضحة في مرحلة ما قبل المدرسة، وتوجد صعوبات تعلم أكاديمية مثل القراءة والكتابة والحساب ومدى التعبير الكتابي والتهجئة، وتتضح هذه الصعوبات في المراحل الدراسية الأولى، ويلاحظ أن صعوبات التعلم النمائية تؤثر على الصعوبات الأكاديمية.

ولكن هل كل طفل يعاني من أحد هذه المظاهر، يجب على ولي أمره أن يحكم عليه بأنه يعاني من صعوبات في التعلم، أم أن الأمر له مقاييس أخرى؟

بالطبع لا يمكن الحكم على الطفل في بداية الأمر من أي شيء، بمعنى أوضح، أنه لا يجوز أن يبدأ الطفل في تعلُم القراءة، ونجده غير قادر على أن يقرأ، أو أن يردد ما قيل له، فنحكم عليه أنه يعاني من إحدى صعوبات التعلم، بل يجب التمهل وإعطائه الوقت الكافي قبل الارتياب في الأمر، وإذا تمت ملاحظة تكرار الأمر بشكل غير طبيعي، لا يمكن أيضاً إعطاء حكماً نهائياً، بل يجب التمهل لحين عرضه على أحد المتخصصين الذي يمكنه البت في مثل هذا الأمر من خلال اختبارات معينة تتناسب مع الفئة العمرية التي ينتمي إليها.

ولكن ما هي العلامات التي قد تظهر على الطفل لتوضح أن ثمة أمر غير طبيعي يعاني منه؟

مرحلة ما قبل عمر الأربعة أعوام، صعوبة نطق الكلمات بشكل عام وعدم القدرة على مسك القلم بالكيفية الصحيحة وعدم القدرة على ربط وارتداء الحذاء.

من عمر أربعة أعوام حتى تسعة أعوام، تجد الطفل غير قادر على فهم المصطلحات والمفاهيم التي تخص الحياة بشكل عام، وغير قادر أيضاً على أن يربط ما بين الأحرف ونطقها.

من عمر التسعة أعوام وحتى الخمسة عشر عاماً، تتضح في التأخر المدرسي، وعدم القدرة على القراءة والكتابة بشكل صحيح.

هل يتم الحكم على الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم على أنه طفلاً غبياً؟

يجب الإشارة أولاً أنه لا يلزم الحكم على الطفل أنه يعاني من صعوبات في التعلم، أن تجتمع لديه كل هذه الصعوبات، فهو قد يعاني من أحد هذه الصعوبات أو بعضها أو كلها.

والطفل الذي يعاني من هذه الصعوبات بشكل عام، هو طفل لديه نسبة عادية أو متوسطة من الذكاء، وقد تصل نسبة ذكائه إلى فوق المتوسطة أو فوق العادية، وهذا الطفل لا يجب الاستهانة به أو بقدراته؛ فهو بالرغم من معاناته هذه إلا أنه من الممكن أن يكون مخترعاً في أحد الأيام، وأكبر الدلائل على ذلك، أن نسبة كبيرة من المخترعين الذين نشيد باختراعاتهم وإنجازاتهم كانوا يعانون من هذه الصعوبات بل وصل الأمر إلى أن منهم من قال عنهم مدرسينهم أنهم أغبياء وقاموا بفصلهم من المدارس.

لذا إذا كان لديكم طفلاً يعاني من أحد هذه الصعوبات، فلا تعنفوه، فقدراته تصل إلى حد معين، ويجب عرضه على أحد المتخصصين كي يقوم بمساعدته، واحذروا من مقارنة هذا الطفل بمن هم في نفس مرحلته العمرية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *