ما هي أصناف الناس وما هو صدق المحبة

الأجسادُ المتنائية لا تتناءي قلوبُها بالضرورة، فكم من قلبٍ تعلَّق بجسدٍ بعيدٍ، وبقي صدره خاوياً، وإنَّ الفِراقَ لعزيز وإنَّ الصديق الصدوق لهو أخفي من إبرةٍ في قشٍّ، وأضيعُ من كيسٍ في بحر، إنَّ الصديق الصدوق – في زمن المادة – لعزيز.

حتى إن الواحد لا يرى – في أحدٍ – حُسنَ الخِصال مستقلَّة، ولا قلوباً بالإيمانِ مستهلَّة، ولا سماتٍ بالصلاحِ مُستدلِّة، إلا وتُسرِعُ له الجوارح لَحَاقاً بالقلبِ الذي خطفه بما اكتنف من حسن الصِّفة،  وعذوبِ كلامِ الشفة .

أصناف الناس

وحتى إنَّ أغلبَ الخِصال الطيبة لا تجدُها مُجتمعة في أحدٍ إلا من رحِمَ ربي  وهذا الصنفُ له حُكم الندرة، وربما تشعَّثتْ أخلاقُ فرقةٍ، وتناثرتْ خصالُها  ففيها الثمين وفيها الغث الحقير الدنيء وهم بمنزلة “ما لا يُدرك كله؛ لا يُترك كله” وهذا الصنفُ له حكمُ القلة، والباقي من الناس دون الصنفَيْن ،عرابدةٌ في الخُلقِ مُغيَّرةٌ للخَلقِ أسافل الناسِ، اجتمع فيهم السيئ دون حَسَنٍ مذكور وهؤلاء قعرُ القاع، وأحسنُ منهم قليلاً مَن رَبا سوؤه علي حُسنِه وهذا رأسُ القاع و زبده لكنه قاع في النهاية، وهذا الصنف له حكمُ الكثرة ! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فلله درُّ الأكرمين الأوفياء الأتقياء الواحدُ فيهم يُقامُ له معبدٌ في مدينة الأشقياء الفَلَتة؛ فيقدِّسون عتبته ! الذي إذ صاحبناه فبه الشرَف وإذ حادثناه؛ زِدنا بما عرَف وإذ باعدناه؛ فمقامُ الشغَف وإذ فارقناه فأنَّي الخلَف.

والأخلاق الحسنة لها عند الله أعلى الدرجات وعظيم الأجر حتى أن صاحب حسن الخلق تتساوى منزلته عند الله بمنزلة الصائم والقائم، وحسن الخلق من الصفات الراقية الفريدة من نوعها التي ربما يندر من تجد عنده حسن خلق.

صدقني والأجساد المتنائية لا تتناءي قلوبُها بالضرورة، فكم من قلبٍ تعلَّق بجسدٍ بعيدٍ، و بقي صدره خاوياً.

ما هي أصناف الناس وما هو صدق المحبة

ما هي أصناف الناس وما هو صدق المحبة

صدق المحبة

و كأني أنظر إلى قلوبٍ متعانقة في جوِّ سماءٍ ، عَالمٌ ليس بسُفلي ولا عُلوي و لا أستطيع أن أصفَه إلا بقول : إنه عالمٌ أشدُّ يقيناً من حياتِنا التي نحياها هذه، وحقيقتُه عندي أثبت من حقيقة وجودي بينكم، الصدقُ في المحبة يرفع منزلتَها من مجردِ محبةٍ تعْرِضُ لها عوائدُ الزمان بالزيادة و النقصان إلى درجة التناهي التام التي لا يبقي معها ذِكرُ اثنان !! (دخلنا في مذهب الاتحاد ههه ابتسامات)

ما غاب الحبيبُ عن أعينٍ … فإنَّ في القلبِ صورةً لهُ
تشتاقُ لها لمحاجـــرَ كما … ترقــبُ الآذانُ أخبــارَهُ
و ما كان قلبٌ معلقٌ به … فالمرءُ ينفقُ للثمينِ مالَه

وأخيراً أريد أن أذكركم بأفضل أنواع المحبة ألا وهي المحبة في الله والتي تعتبر من أفضل أنواع المحبة والتي لها فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة، فيكفي أن المتحابين بعضهم ببعض يقفون تحت ظل عرش الرحمن يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، وفي الدنيا يرجى لهم الثواب العظيم والأجر الكبير حيث حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن تقول لأخيك الذي تحبه (أني أحبك في الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *