ما معنى نساء ناقصات عقل ودين ؟

المرأة هي نصف المجتمع وهى من تصنع الرجال وهى أخر ما وصى به الرسول صلى الله عليه وسلم فقال ( استوصوا بالنساء خيرا) والإسلام عزز المرأة وكرمها وجعل لها حقوق وواجبات وجعلها تورث وحفظها وصانها بالحجاب والزوج, فقد كانت المرأة قبل الإسلام مهانة مهمشة لا كرامة لها ولا قيمة بل وكانت رخيصة ومستباحة لأي شخص, ولكن الكثير يتهم الإسلام بأنه ينقص من حق المرأة في الحقوق على العكس من أن الإسلام قد وضع التشريعات والقوانين التي تحفظ حق المرأة وتصون كرامتها ولكن المتخلفين والجاهلين بإحكام الإسلام يرون غير ذلك, ويتهمون الإسلام بأنه يقلل من قدرات المرأة وأنه يعتبرها ناقصة عقل ودائما يستشهدوا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم النساء ناقصات عقل ودين, وهم جهلة بمعنى الحديث ولا يدرون ما هي مناسبة ذكر الرسول لهذا الحديث وأنا في هذا المقال سأوضح معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ومن الله التوفيق .

ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم النساء ناقصات عقل ودين ؟

 

روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحة في باب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال :  )) يا ‏ ‏مَعْشرَ‏ ‏النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن ‏ ‏الاستغفار,  فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار,  فقالت امرأة منهن ‏ ‏جَزْلة : ‏ ‏وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال : تُكْثِرْنَ اللَّعن,  ‏وتَكْفُرْنَ‏ ‏العشير, ‏ ‏وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي ‏ ‏لبٍّ ‏ ‏مِنْكُن,  قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال : أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل,  فهذا نقصان العقل,  وتَمكثُ الليالي ما تُصلي,  وتُفطر في رمضان,  فهذا نقصان الدين ))  . ومعنى الجَزْلة أي ذات العقل والرأي والوقار ، وتَكْفُرْنَ العشير أي تُنكرن حق الزوج .

والدليل على أن شهادة الرجل تعادل شهادة امرأتين قوله تعالى في أخر سورة البقرة ((  واستَشْهدوا شهيدين من رِجالِكم,  فإن لم يكونا رَجُلَيْن فرَجُلٌ وامرأتان مِمَّن تَرضَوْن من الشُّهداء, أنْ تَضِلَّ إحداهما فَتُذَكِّرَ إحداهما الأخرى ))

 

ما معنى نساء ناقصات عقل ودين ؟

ما معنى نساء ناقصات عقل ودين ؟

فهم بعض الناس الخاطئ لهذا الحديث :

هناك الكثير من الرجال يستخدمون هذه المقولة من باب إهانة المرأة ويعتبرون أن هذا إنقاص من شأنها وحقها وأنها لنقصان عقلها غير حكيمة وتتهم دائما بسوء التصرف والغباء على الرغم من أن المرأة هي من أذكى المخلوقات, وإذا كانت هي كما يدعون ناقصة عقل, ويكمنها أن تربى وتسهر وتعلم وتصنع رجالاً فكيف الحال إذا كانت بعقل كامل .

ومن ناحية أخرى يستخدم الكارهين والحاقدين على الإسلام هذه المقولة كدليل على إهانة الإسلام للمرأة فقد استنجوا من قول الرسول ( وما رأيت من ناقصات عقل ) أن النساء ناقصات عقل ودلهم أيضا نقص في القدرات العقلية, فقدرة النساء على التفكير أقل من قدرة الرجال على التفكير والمرأة أقل وأنقص من الرجل في تركيبة العقل, ولو أنهم أعطوا أنفسهم فرصة كي يفهموا معنى الحديث لوجدوا أن هذا الفكر يتناقض مع واقع الحديث وذلك للأسباب التالية :

1 : ذكر في الحديث أن امرأة منهن جزلة فناقشت الرسول, ومعنى جزلة: أي ذات العقل والرأي والقار فكيف تكون هذه المرأة ناقصة عقل وذات عقل ووقار في نفس الوقت؟ يوجد تناقض بين المعنيين .

2 : أن الرسول أثنى على قدرة النساء وتعجب منها في قوله ( ذات اللب ) أي أن المرأة يمكنها أن تغلب الرجل ذات اللب أي الرجل  الذكي جدا فكيف لناقصة عقل أن تغلب رجل وليس رجل عادى بل رجل ذكى .

3 : أن الخطاب موجه من الرسول إلى النساء المسلمات, ويتعلق بأحكام الإسلام وهى الصلاة والصوم ونصاب الشهادة, فإذا كان هناك امرأة كافرة وذكية واعتنقت الإسلام هل ستحول إلى غبية وناقصة عقل بمجرد دخولها الإسلام .

فهؤلاء الناس لم يفهموا الحديث ولم يتدبروه  ولم يقرأوا شرحه بل أخذوا المعنى اللفظي واعتبروه حجة على الإسلام ودليل لإتهامهم للمرأة بالتخلف, والحديث علل سبب النقصان بكون شهادة الرجل تعادل شهادة امرأتان والآية وضحت ذلك ولم يذكر فيها أن السبب هو أن النساء ناقصات عقل لذلك جعلت شهادة رجل واحد تعادل شهادة أثنين منهم, ولكن السبب هو التذكير حتى إذا نسيت واحدة الثانية تذكرها  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *