مسألة تعدد الزوجات من المسائل التي أحدث ضجة كبيرة وأثارت جدلاً بين الناس الآن، فمنهم من يعارض هذا الرأي وبشدة ومنهم من يؤيده بدون أي شروط، فالمعارض لهذه المسألة يخالف بذلك ما أمر الله سبحانه وتعالى به من تعدد الزوجات في القرآن الكريم، ولكن لماذا تم تشريع تعدد الزوجات، وهل له شروط حتى يتم العمل به؟
عدد النساء:
الآن وبعد أن أصبح عدد النساء أكثر بكثير من عدد الرجال فقد أقر الكثير من المسلمين بحكمة تعدد الزوجات ولماذا شرعها الله سبحانه وتعالى، فمثلاً إذا اقتصر كل رجل على [امرأة واحدة] لبقي الكثير من النساء بدون زواج وبالتالي عدم إشباع رغباتهم وغرائزهم التي خلقها الله مصاحبة لنا، وبالتالي قد تلجأ إلى التخبط وفعل ما يحرمه الله سبحانه وتعالى.
المحافظة على الجنس البشري:
أيضاً شرع الله سبحانه وتعالى الزواج حتى يتم المحافظة على الجنس البشري لإعمار هذه الأرض والاستخلاف فيها، فمن أسباب تشريع تعدد الزوجات أيضاً إذا كانت الزوجة »عقيم« فأحل الله التزوج بأخرى حتى ينجب طفلاً، والتعدد تم تشريعه أيضاً لأنه يوجد أشخاص يريدون المحافظة على الزوجة السابقة ولا يريدون التطليق والمحافظة على العيش معها وعلى بيتها ولكن لسبب ما استلزم وجود زوجة أخرى لذلك شُرع التعدد ولحكم كثيرة ومصالح هي حتماً نتيجة لتشريعات الله سبحانه وتعالى ولحكم معينة لا يعلمها إلا هو، ولكن على الرغم من تشريع تعدد الزوجات إلا أن الله سبحانه وتعالى لم يبيح ذلك للرجل وترك له العنان ليفعل ما يشاء بدون أي ضوابط، لكن وضع الله سبحانه وتعالى تشريعات وضوابط لتحفظ لكل ذي حقٍ حقه.
سؤال:
ولعل سؤال يدور على بال الكثير منا أيهما أظلم للمرأة وأيهما يعتدي على حقوقها، هل هو أن نمنع المرأة من ارتباطها برجل متزوج وننكر عليه التعدد ونقوم بحرمانها من تكوين أسرة والعيش في ظل رجل يحميها ويحافظ عليها وندفع بها إلى أبواب الشيطان والسقوط في الرذيلة، أما أننا نعمل بشرع الله سبحانه وتعالى ونحافظ على المرأة التي لم تتزوج بعد ونعفها ونحميها من الخطأ ومن شر نفسها ومن الشيطان.
التغير الكبير:
فعندما ننظر نحن المسلمين في حياتنا الآن ونفكر في أحوالها وندرك التغير الكبير الذي حدث فيها نعلم أن الأحكام والتوجيهات قد تتغير بتغير الظروف والأحوال كذلك من حولنا، فمثلاً قد يُباح أمراً وبتغير الزمن والظروف الحالية يُرى أن يمنع أو يوضع له ضوابط وأحكام حتى يتم تنفيذ إباحته بشكل يرضى عنه الله سبحانه وتعالى، فمثلاً بالنسبة لتعدد الزوجات هو أمر بلا شك أباحه الإسلام لعلم الله سبحانه وتعالى ما فيه خير لهذه الأمة ولعلمه التام بما يصلح لهم ويحقق لهم السعادة والرضا فمثلاً هناك من النساء الآن التي لم تتزوج، وهناك من فقدت زوجها لسبب أو لآخر وبالتالي أصبح عدد النساء كبيراً وهنا تكون مصلحة هذه المرأة أن يكون هناك تعدد للزوجات حتى يتم حماية عرضها وأخلاقها وأمنها وأمانها، فإباحة التعدد قد تفرضه أيضاً ظروف معينة على الزوج مثل [عدم قدرة الزوجة على الإنجاب – أو رغبة الزوجة في إنجاب عدد أكبر من الأطفال – أو عدم قدرة الزوجة على إشباع حاجات زوجها …. وغيرها الكثير من الأسباب].
شروط تعدد الزوجات:
لكن إذا فكر الزوج في التعدد حكم هذه الرغبة شروطاً يجب أن تتوافر أولاً، فالتعدد له شروط وأحكام وضوابط فمنها مثلاً وأهمها قدرة الزوج المالية، فإذا كان الزوج فقيراً فهو لن يكون قادراً على الزواج من امرأة أخرى لعدم توفر المال اللازم لذلك، كذلك فإن فقره هذا قد يودى به إلى عدم قدرته على العدل بين زوجتيه، وأهم ثاني الشروط لتعدد الزوجات هي قدرة الزوج البدنية فيجب أن يحس الزوج بهذه القدرة وهذه الصحة التي تمكنه من ذلك، أما العدل بين الزوجات فهو شرط أساسي للتعدد، فلا يجب على المسلم أن يتزوج أكثر من زوجة ويقضي معظم أوقاته عند واحدة دون الأخرى فيشترط عليه العدل في كل شيء بين الزوجات حتى تكون لكل زوجة ما يكون للأخرى دون ظلم لها.