تاريخ نوبات الجفاف وآثارها

الجفاف:

لا تعتبر ظاهرة الجفاف ظاهرة غريبة أو مستحدثة بل مشكلة الجفاف ظاهرة قديمة، تلك الظاهرة التي تصيب مناطق متفرقة من بقاع الأرض، لتترك آثارها المدمرة بكل مكان تحل به، لكن تتفاوت درجات الدمار من مكان لآخر حسب شدتها، حيث أن أصبحت مشكلة الجفاف في السنوات الأخيرة تأخذ مكانة بارزة في الأخبار حول العالم في أماكن ومناسبات شتى، ويرجع ذلك لما تتركه من آثار تدميرية، فقد ينتج عنها المجاعات وفشل المحاصيل الزراعية وكذلك ينتج عنها الكوارث الطبيعية، فعندما يوجد الجفاف يأتي معه الخراب والفقر والجوع والأمراض وغيرها، ولم يتواجد الجفاف في منطقة بعينها لكنه منتشر في جميع أنحاء العالم.

%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d9%86%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%81%d8%a7%d9%81-%d9%88%d8%a3%d8%ab%d8%a7%d8%b1%d9%87%d8%a7

وإذا نظرنا إلى الجفاف نجد أنه عبارة عن إما جفاف موسمي أو جفاف عارض، وهناك أيضًا جفاف يرتبط مباشرة بسقوط الأمطار وتغيرات الأحوال الجويّة والتغيرات التي تحدث في المناخ، فهذا النوع من الجفاف تم تعريفه بأنه الجفاف الهيدرولوجي، وهناك أيضًا الجفاف الزراعي، ولم ينحصر الجفاف في هذا الحد بل هناك العديد من المصطلحات التي تعرف الجفاف، وترجع هذه المصطلحات إلى حاجة الإستخدام كالجفاف الرعوي و الجفاف الإيكولوجي. يوجد تعريفان للجفاف وفقًا للمنظمة العالمية للأحوال الجوية، وهما:

تخلف الأمطار عن السقوط لفترة طويلة أو سوء توزيع الأمطار لفترة زمنية طويلة.

أو هو الفترة التي يسودها المناخ الجاف بشكل غير عادي ومستمر، ذلك الأمر الذي يسبب إختلال هيدرولوجي خطير بسبب نقص الأمطار، حيث يؤدي نقص الأمطار إلى حدوث خلل في عناصر المناخ مما يسبب مشكلة الجفاف.

الجفاف قديمًا وحديثًا:

كان يذكر الجفاف في الأساطير و الحكايات القديمة الإغريقية، كما تم ذكر هذه الظاهرة في الكتب المقدسة ومنها القرآن الكريم، فظاهرة الجفاف ليست بجديدة أو مستحدثة في موجودة من القدم، أما إذا نظرنا إلى العصر الحديث نجد وتحديدًا في العقود الثلاثة أو ربما الأربعة الماضية أن هناك العديد من نوبات الجفاف أصابت العديد من المناطق على مستوى العالم على سطح الكرة الأرضية جميعها، لكن كانت تلك الإصابات على فترات متفاوته، كما خلفت ورائها خراباً ودماراً في المكان الذي تحل به ذلك بالإضافة إلى الضنك والفوضى.

الولايات المتحدة الأمريكية:

إذا نظرنا إلى أمثلة تلك الموجات من مشكلة الجفاف سوف نجد تلك الموجة التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية، تلك التي وقعت عام 1726 ميلادياً، أُطلق على هذه الموجة اسم “نوبة الجفاف الكبرى” ذلك الأسم يرجع إلى أن هذه الموجة امتدت لما يصل إلى 23 عاماً، فهى سميت بالكبرى نظرًا لطول مدتها. ونجد أيضاً تلك الموجة التي حدثت عام1930، حيث أن تلك الموجة أمتدت لعشرة سنوات، وغير ذلك من موجات الجفاف التي أصابت بلدان الساحل الإفريقي وذلك في نهاية الستينات من القرن الماضي، وكذلك طوال فترة الثمنينات من القرن الماضي أيضاً، فخلفت هذه الموجات الخراب والعديد من المشكلات.

أسباب الجفاف:

قد بينت الدراسات الطويلة أن الأنسان أحد العوامل التى أدت إلى حدوث الجفاف، كما اعتبرته من الاسباب التى يمكن أن تسهم في تلطيف حدة آثار نوبات الجفاف، حيث قام برونوسكي بوصف قدرة الإنسان على هذا قائلًا “لقد أصبح الأنسان مهندسًا للبيئة التي يسكنها، فهو يتميز بالأسلوب الخاص به, في هذا النوع من المجالات, كما أنه ينتقي يفحص نوع من المنهج الفكري والذي يتوقف فيه العمل على الفهم.

ومن الجدير بالذكر أن الجفاف لا يوجد له أسباب معينة أو أسباب واضحة، لكن هناك عديد من الأحتمالات والتوقعات لأسباب قد تؤدي إلى مشكلة الجفاف، ومن هذه التوقعات:

زيادة شدة برودة الأرض في النصف الشمالي، حيث أنها سبب في الجفاف الممتد في منطقة إقليم السواحل.

وارتفاع درجة حرارة الأرض، حيث يعد هذا سبباً أساسياً للجفاف.

وكذلك غيرها من الأسباب المناخية والبيئية.

الآثار الناتجة عن الجفاف:

نجد أن من الآثار الناتجة عن مشكلة الجفاف ما يلي:

وقوع وإلحاق خسائر كبيرة بالأقتصاد في الدولة المتضررة من الجفاف.

موت المحاصيل الزراعية وهلاكها مما أدى إلى هجرة الفلاحين.

حدوث العديد من المجاعات وأرتفاع نسبة الملوحة في مياه الشرب.

وجود عواصف ترابية، ونقص مياه الرى، إنخفاض الكهرباء وغيرها من الخراب الذي يحل بالدول المتضررة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *