كيف تجد الطريق الى الله

كيف اجد الطريق الى الله؟  مما لا شك فيه أن أي مسلم يبحث دائمًا عن طريق السعادة في الدنيا والآخرة، فالإنسان جُبل على هذا الأمر فيريد دخول الجنة لكي يتلذذ بنعيمها ويستمتع بكل ما تلذ الأعين وتشتهي الأنفس، والمسلم العاقل الواعي الناضج يعلم يقينًا أنه لا سعادة ولا حلاوة يمكن تحقيقها إلى من وراء الطريق إلى الله والسير في هذا الطريق ليس إلا، ومن المعلوم أنه يوجد الكثير من الناس يسعون بحثًا وراء طريق السعادة من خلال طرق أخرى هي من وجهة نظرهم طرق السعادة، ولكن للأسف الشديد أي طريق غير طريق الله ورضا الله هو سعادة مزيفة.

كيف تجد الطريق الى الله:

الطريق الى الله هو أسلم وأصح وأئمن طريق في هذه الدنيا، فإذا أردت سعادة الروح وحلاوتها فهو الطريق غلى الله، وإذا أردت طريق بعيد عن المشاكل والعواقب فليس إلا الطريق غلى الله، وإذا أردت أي خير بوجه عام والابتعاد عن الشر فليس أمامك إلا الطريق الى الله، فلا تظن أنك يمكنك تحقيق السعادة من خلال طرق تغضب الله وبعيدة عن رضاه جل وعز بها العديد من الأمور التي تجلب لك غضب الله، وربما يعلم المرء أن الطرق الأخرى التي هي مؤدية إلى السعادة وراحة البال (من وجهة نظرهم) هي طرق بعيدة كل البعد عن رضا الله ولكن الشيطان هنا يلعب دور كبير في تزيين الشهوات والملذات الزائفة والغير حقيقية.

أيضًا النفس الأمارة بالسوء لها دور عظيم للغاية حيث يعلم الإنسان تمام العلم أن تحقيق الطاعة والعبادة هي أفضل ما يمكن فعله في هذه الدنيا، لأنك لو نظرت بنظرة واعية أننا خلقنا من أجل وظيفة واحدة فقط ليس من أجل أي وظيفة أخرى وهي “عبادة الله” فاقرأ معي أيها الأخ الحبيب هذه الأية: قال الله تعالى “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” فهذه الآية تدل بكل وضوح على أننا خلقنا من أجل أمر واحد فقط ألا وهو عبادة الله وفقط، ليس من أجل أي شيء آخر، أما باقي الأمور الحياتية التي نفعلها في الحياة هي أمور تكميلية للمعيشة.

ما هو الطريق الى الله:

ما سنذكره من نقاط توضح معالم الطريق الى الله هي ليست كاملة بالتأكيد وليست متدرجة على أساس الأول أهم من الثاني ولا يتخذها القارئ منهج يسير دون غيره عليه ولكن هي أمور فطرية يذكرها الكاتب هو مر بها من خلال تجارب الحياة وقراءة الكتب وسماع الدروس، ويمكن الوصول إلى كيف تجد الطريق الى الله باستفاضة من خلال البحث عن مقالات ودروس العلماء الربانيين.

  • منهج أهل السنة والجماعة:

الطريق الى الله يتحقق من خلال عدة أمور ونقاط يجب على المسلم اتباعها، أولها باتباع العقيدة الصحيحة حيث أن المسلم إذا اتخذ العقيدة الصحيحة منهجًا له فلا بد أن يجد أول معلم من معالم الطريق الى الله، فاعلم أيها القارئ أن معتقد ومنهج أهل السنة والجماعة هو الطريق الوحيد إلى الله لا يوجد أي معتقد يوصلك إلى الله إلا هذا المعتقد والنهج السليم، منهج أهل السنة والجماعة هو الطريق الوحيد للوصل إلى جنة الرحمن، لأن أي منهج أو معتقد آخر يدمر صاحبه في الدنيا والآخرة.

  • الحفاظ على الفرائض:

لا يمكن لأي مسلم يريد أن يصل إلى الله وهو لا يصلي الصلوات الخمس في أوقاتها فإقامة الصلاة هي من أهم الأمور التي يجب المحافظة عليها في الدنيا، أيضًا باقي الفرائض الأخرى يجب المحافظة عليها مثل الزكاة والصوم رمضان وحج البيت عند الاستطاعة، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى التي وضعها الشرع للمسلم الذي إذا لم يفعلها اعتبر آثمَا وتركًا لواجب ووقع في كبيرة من الكبائر، مثل بر الوالدين، صلة الرحم، معاملة الجار بالحسنى فّا فعل المسلم عقوق الوالدين وقطع الرحم وإيذاء الجار وقع وقتها في معاصي يمكن أن تجلب له العذاب في الدنيا وفي الآخرة.

  • الالتزام بالسنن:

عندما يأتي لفظ سنة عند الكثير من عوام المسلمين يعتقد وقتها أنها لا يشترط فعلها لأنها سنة وليست فريضة، فعندما تقول له لماذا تركت هذه السنة؟ فيقول لك “يا أخي إنها سنة لا يعاقب تاركها” ولكن لا شك أن تارك السنة بالكلية ربما يمر عليه يوم من الأيام ويترك الفريضة، لأن السنة قطعًا مكملة للفريضة مثل الصلوات الفرائض، كتب الله علينا خمس صلوات في اليوم والليلة ولم يفرض علينا غيرها ولكن بجانب هذا نجد أن السنن الرواتب التي هي بالسنن القبلية والبعدية هي مكملة للصلوات الفرائض، حيث إذا تم تواجد أي نقصان في الصلوات الفرائض يتم سد النقص من خلال السنن الرواتب، ومن هنا تكمن أهمية فعل السنة.

  • حسن الخلق:

حسن الخلق من أعظم الأمور التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فقلما تجد شخص حسن الخلق في تلك الأيام، وأن درجة حسن الخلق يوم القيامة تعدل درجة الصائم والقائم، أي أن المسلم الذي التزم بحسن الخلق كان بمثابة من صام النهار وصلى الليل، ولكن من يفعلها؟ هي سهلة لمن يسرها الله له فادعوا ربك أيها القارئ بأن يجعلك الله ممكن يكونوا ذو أصحاب خلق حسن، وحسن الخلق يمكن أن يتواجد في صور عديدة مثل: أولهما حسن الخلق مع الله وهو أهم وأعلى الدرجات أنك تطيعه في كل أوامره وتبتعد عن كل نواهيه، أيضًا معاملة الخلق بطيب نفس دون إيذاء لهم، التحدث مع أي شخص بأسلوب هادئ وراقي دون عصبية، عدم التلفظ بأي ألفاظ نابية حتى ولو تلفظ أي شخص ووجهك لك سباب، والكثير من الأمور الأخرى التي يمكن الوصول إليه من خلال البحث عن باب حسن خلق لأن التحدث في هذا الأمر يحتاج إلى كتب وليست مقالة.

  • الدعاء:

ربما يكون الدعاء في نظر الكثير من الخلق ليست إلا دعاء بكلمات بعيدة عن القلب في أي وقت، أو التأمين وراء الإمام في الصلاة، ولكن الأمر أوسع وأشمل من ذلك بكثير لا يعلمه إلا من يسر الله له هذا الباب وفتحه عليه، فالدعاء أولاً يجب أن يكون صادر من القلب واعي لما تقول فيجب أن يكون قلبك حاضر في كل كلمة تصدر من لسانك لأن القلب الغافل أنا يستجاب له، وثانيًا يجب أن تتصيد أوقات الإجابة الفاضلة التي تمت ذكرها في السنة مثل: جوف الليل خاصة الثلث الأخير من الليل، في السجود، في الحج والعمر، في السفر، دعاء الوالدين، الدعاء وقت نزول المطر، الدعاء في ليلة القدر فهذه الأوقات هي من الأوقات الفاضلة التي يرجى فيها قبول الدعاء أكثر من غيرها، ثالثًا بل أهمهم هو أن يكون مصدر رزق المسلم من الحلال وأن يكون مطعمه حلال ومشربه حلال وملبسه حلال كما ورد في الحديث الشريف في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، وَقَالَ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّماءِ يا رَبُّ.. يا رَبُّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ).

الكلمات المفتاحية:
كيف تجد الطريق الى الله

كيف تجد الطريق الى الله
التعليقات (0)
اضف تعليق