أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة “الصلاة” فأهميتها عظيمة في دين الإسلام بل ربما يصل الأمر إلى أوقات الجهاد في سبيل الله وقتها لابد أن تصلي كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته مع الصحابة، وبما أن منزلة الصلاة عظيمة في الإسلام فيجب أن نتكلم عن أهمية الصلاة في جماعة في المسجد في هذا الموضوع لأنه قد حث الكثير من أهل العلم على الحفاظ على الصلوات في جماعه في المسجد.
ولقد أمرنا الله تعالى في كتابه العزيز بالصلاة جماعة في المسجد حيث قال الله تعالى (واركعوا مع الراكعين) قال النبي صلى الله عليه وسلم (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)، وحينما جاء رجل يسأل النبي أن يرخص له أن يصلي في البيت قال له (هل تسمع النداء بالصلاة فقال نعم قال فأجب) وفى صلاة الجماعة من عظيم الحكم والأشياء الكثيرة النافعة مثل إظهار قوة المؤمنين وعزتهم وترابطهم واتحادهم مما يسبب غيظ للأعداء والمنافقين.
وفيها يحصل الألفة بين المصلين واجتماعهم على الخير وزوال الحقد بينهم وهدم الفوارق بين المسلمين، وفيها يرتفع إيمان العبد لما يجد في المسجد الصحبة الصالحة والتشجيع على فعل الخير والأعمال الصالحة، ومما لا شك فيه أن صلاة الجماعة واجبة للرجال في المسجد ولابد أن تؤدى في جماعة مع المصلين في المسجد.
يكفى أن المشي إلى الصلاة للمسجد يرفع الدرجات ويحط الخطايا وأن الله أعد نُزلاً للمصلين الذاهبين إلى المسجد في الجنة كلما غدا أو راح وأن الله يبشر المشاءين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة وأن الصلاة في المسجد علامة المؤمنين وأن الصلاة في البيت علامة المنافقين.
ومن فضائل المحافظة على الصلاة في المسجد أن الله يظل العبد يوم القيامة تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الذين يظلهم الله تحت ظله يوم القيامة (ورجل قلبه معلق في المساجد) أي شوقه وحنينه وحبه في المسجد وأن المساجد وظيفتها أنها بنيت لإقامة الصلوات الخمس جماعة فيها في اليوم والليلة، وقال بعض أهل العلم أن دليل وجوب الصلاة جماعة في المسجد لما أُمر بها في ساحة القتال والنزاع ولكن الخوف والرهبة عذرا في سقوطها.
وأن العبد يكون في رعاية الله وحفظه ورعايته إذا صلى مع جماعة المسجد، ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من صلى الصبح فهو في ذمة الله) وهنا فضل عظيم وحصانة ربانية من الملك تبارك وتعالى لمن يصلون الفجر في جماعة في المسجد وإذا أقبل عليك شهر رمضان الكريم وفيه الناس تكثر من دخول المساجد لما فيه شهر رمضان من إيمانيات مرتفعة حيث استغلال هذه الفرصة العظيمة والمداومة على الحفاظ على صلاة الجماعة.
وأخيراً إذا تخلف المسلم عن صلاة واحدة في جماعة فقد يحبط عمله كما جاء في الحديث الشريف (من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله) فالمتأخر عن صلاة واحدة مثل صلاة العصر على وجه الخصوص مصيبته كبيرة أي كأنما سرق أو فقد أهله وماله لما فيها من عظيم الشأن عن غيرها من الصلوات فما بالك أخي القارئ بمن فوت وترك بقية الصلوات في جماعة، فيجب الحرص على الصلاة في المسجد للرجال وأن النساء أفضل مكان للصلاة لهن في البيت.