قصص حب حقيقية .. دقات القلب

بدايتها عداء:

أنها قصة بثينة وجميل، دارت أحداث هذه القصة في العصر الأموي، عندما كان يرى جميل الإبل وذهب بهم إلى الماء ليشرب الحيوان ويروي ظمأه، وكذلك فعلت بثينة دون أن تعلم بأن جميل عند الماء، وخافت إبل جميل من الغريبة القادمة عليها، حتى أن أحد هذه الإبل سارعت بالهرب بعيداً عن قطيعها، مما جعل جميل يتحدث معها بالكثير من الغضب والشدة، ويتهمها بأنها السبب في هروب الإبل منه، ولكنها لم تقف صامتة أمامه بدأت هي الأخرى تتحدث معه وترد له غضبه بأكثر منه غضباً.

الحب سراً:

في البداية كرهها جميل، ولكن مع مرور الوقت بدأت دقات القلب تزداد سرعة عندما يراها، فهذا دليل واضح على حبه لها، وبدأ كلاً منهما يأتي بالكثير من الحجج ليروا بعضهما، إلى أن صارحها بحبه لها، وهي كذلك تشعر به وتبادله نفس المشاعر، وجاء جميل إلى أهلها ليتقدم إلى خطبتها، ولكن الأهل رفضوا طلبه، وعاد خائب إلى أهله ودقات القلب هذه المرة حزينة ومنكسرة.

الزوج الآخر:

عندما لم يجد أهل بثينة مفر من ذلك الحبيب الذي لا يتوقف عن حب أبنتهم، لجأوا إلى زواجها من شخص آخر، ولكن حبها لجميل مازال يسكن القلب، والزوج الآخر كان يعلم بذلك، ولكنه حاول أن يجعلها تقتنع به وبحبه لها، وعندما فشل أخبر أهلها، الذين سارعوا إلى أهل جميل للاشتباك بهم، حتى أنهم أعلنوا رغبتهم في قتل جميل، الذي خاف على حياته وغادر إلى بلاد الشام.

العودة:

ولكنه لم يتحمل الفراق، ودقات القلب تذكره بحبه لها، وأن محبوبته بعيدة عنه، لذلك قرر العودة وليكن ما يكون في قتله من أهلها، ولكنه عند عودته عَلِم برحيل بثينة إلى مكان آخر، سافر أهلها إلى اليمن، فقرر اللحاق بها، وعند وصوله إلى اليمن، سأل عنها، ولكنهم أخبروه بمكان دفنها، لقد ماتت بعد أن تعب القلب من الحزن المسيطر عليه، ولم يعد يستطيع الاستمرار في تلك الحياة، وماتت دقات القلب، كما مات حبه في قلبها.

قيس وليلى:

أنها أشهر قصص الحب الحزينة في عالم الرومانسيات، أنها تحكى عن حب لم يرى النور بين شاب وابنة عمه، وكان يتغزل بها ويحكي في جمالها أشعار وقصائد مشهورة، يتحدث فيها عن دقات القلب الغير مستقرة بسبب حبها المشتعل بداخله، بالرغم من أن لأهلها لا يريدونه زوجاً له، وتضايقوا من تداول أشعاره بين القبائل فهذا لا يليق بهم بين القبائل الأخرى، حتى أنهم أجبروا الفتاة على الزواج من آخر، ولكنه مازال عاشقاً لها، ولا يتحمل فراقها، فهو يفضل الموت على هذا الفراق.

العزلة:

عاش قيس في عزلة عن الناس بعد أن تزوجت محبوبته من غيره، وهام على وجه في الصحراء، ليس له ونيس سوى دقات القلب التي تردد بحبه لها، وظل على هذه الحالة هائم لا يفيق من ذهوله إلا عندما يُذكر أمامه اسم ليلى، حتى صار كالمجنون، حتى بعد رحيلها إلى غير مكان، ظل يزور منزلها ويبكي على فراقها، ويخرج ما بداخله من أشعار في حبه لابنه عمه، حتى أن الناس أطلقوا عليه لقب مجنون ليلى.

حب الفتاة:

ولم تكن ليلى أقل منه حزناً، فهي ذاقت مرارة الفراق والهجر، حتى وهنت وذبلت، وسكن المرض جسدها، ولم يتركها إلا بعد أن ماتت، فقد ماتت قبله، مما زاده حزناً وألماً على فراقها الأبدي، وظل يخبرها عن حبه لها بشعره وكلماته التي كثيراً ما يستعملها العشاق في التعامل مع الحبيبات، ولكنه لن ينسى حبها، حتى الموت لم يبعدهما عن بعضها البعض، وظل يبكي عليها، ويداوم الذهاب إلى قبرها، ويتحدث معها ويخبرها عن حبه لها، وظل على هذه الحالة إلى أن مات، ليلحق بها في النهاية، وتظل قصتهم تُحكى على مر العصور لتكون أشهر قصة حب عرفها التاريخ.

التعليقات (0)
اضف تعليق