قصص حب حقيقية .. حبيب القلب

فتى الأحلام:

كل فتاة تتمنى أن يكون لها فتى أحلام، كما تقرأ عنه في القصص والروايات الرومانسية، شاب وسيم، يملك كل الصفات التي تجعله يقترب من كونه ملاكاً، حتى هذه الفتاة التي تحيا على أمل أن يتقدم لها حبيبها ويطلب يدها من والدها، وكثيراً ما تخيلت حفل زفافها وهي ترتدي الفستان الأبيض ووالدها يمسك بيدها ليزوجها إلى حبيب القلب، ولكن حبيبها دائم الترحال والسفر بحثاً عن العمل، وحاولت كثيراً أن تقنعه بالبقاء بقربها، ولكنه كان دائم السفر ولوقت طويل، حتى أن أخيها حاول أن ينصحها بأن هذا الشاب غير مناسب لها، وأنه فقد يتلاعب بمشاعرها وبقلبها، ولكنها لم تستمع إليه، ودائماً ما تصدق ما يقوله القلب.

ابن الجيران:

إنه عاشق آخر لفتاتنا رائعة الجمال، ولما لا فهي فتاة مهذبة من عائلة محترمة، ميسورة الحال، ويحترمها جميع الناس، حتى صديقاتها الفتيات، الجميع يحبها، ولكن حب ابن الجيران لها من نوع آخر فهو يتمنى أن تصير زوجته ويكون هو بالنسبة لها حبيب القلب، دون أن يعلم أن قلبها مشغول بحب شخصاً آخر، كان يحبها في صمت لا يخبر أحد عن سر ما في قلبه، ولكن أخته الصغيرة حادة الذكاء قد تنبهت إلى هذا الحب الذي يشعر به تجاه ابنة الجيران، وعبثاً حاولت أن تقنعه بأن يذهب إلى والدها ويطلبها منه، حتى لا يندم عندما يراها تتزوج غيره، ولكنه خجول وخائف من خيبة الأمل من أن ترفضه هي أو عائلتها.

خطأ:

أخيراً تشجع ذلك الفتى وذهب إلى والدها ليطلب يدها، ولكن والدها اعتقد خطأ أنه جاء ليشترى منزله، لأنه يمر بضائقة مالية ولا يعلم عنها أحد سوى ابنه الذي يعمل معه، وبحكم عمله معه علِم بهذه الأزمة المالية التي يُصاب بها معظم التجار في السوق، ولكن الشاب لم يخذل والده حبيبته ووافق على شراء المنزل وبالثمن الذي يطلبه والد حبيبته، وبعد الاتفاق ترك المنزل وذهب دون أن يفاتحه في موضوع زواجه من ابنته.

الصدمة:

كل هذه الأحداث والفتاة لا تدري عنها شيء، فهي حالمة في دنياها الجميلة في انتظار حبيب القلب ليتزوجها بعد عودته مباشرة من السفر مثلما وعدها، ولكنه عندما عاد لم يخبرها بخبر عودته، فقد علمت بوجوده بالصدفة من إحدى الصديقات، وشعرت بالصدمة وفكرت في أن تذهب إليه لتتحدث معه وتسأله لماذا لم يأتي إليها مثلما اتفقا من قبل، ولماذا عاد دون أن يخبرها أو يكون متشوقاً لرؤيتها، الكثير من الأسئلة تدور بداخلها دون إجابة مقنعة، ستذهب إليه لتسمع منه.

طلب زواج:

فكرت في أن تذهب إلى والدها وتطلب منه الإذن بالخروج لملاقاة حبيب القلب، ولكن والدها رفض ذلك، ولم تفهم غرابة موقفه، وشعرت بالحزن وخرجت لتفكر فيما يحدث حولها وتشعر ببعض الراحة بعيداً عن المنزل، وفي الطريق التقت بالفتاة الصغيرة جارتهم، والتي هي أخت ابن الجيران حبيبها المجهول، عندما تحدثت معها وأخبرتها أن زيارة أخيها لهم كانت بسبب طلب الزواج منها، واندهشت الفتاة فلم يخبرها والدها بذلك، ولكنها عادت لتقول ربما لأنه يعرف أنها لن توافق على الزواج من أي شخص سوى من حبيب القلب.

فتاة أخرى:

في أحد الأيام ذهبت مع أخيها إلى حفل رائع ظناً منه أنها ستخرج عن حزنها الدائم بسبب اختفاء حبيبها بدون سبب، وهناك تقابلت مع فتاة كانت صديقتها في الماضي تلك الفتاة التي كانت لا تحبها وتشعر نحوها بالكراهية، فهي فتاة متعجرفة، وتشعر كأن العالم كله خُلق فقط من أجلها، وساعدها على ذلك ثراء والديها الفاحش، فهي الفتاة الدلوعة التي لا يُرفض لها طلب، وطلبت منها أن تتعرف على زوجها، واندهشت لأمرها فهذه هي المرة الأولى التي تتحدث معها بهذا اللطف والوداعة، وزال الغموض عندما رأت زوجها، أنه حبيبها الأول، وقد سمعت الفتاة المتعجرفة، وهي تقدمه لها وفي صوتها الكثير من الشماتة والانتصار عليها لأنها استطاعت أن تخطف منها خطيبها، وارتبك ذلك الشاب، وحاول أن يقول شيء ما، ولكنه عاد ليصمت، وشعرت الفتاة بالانهيار لهذه الصدمة، ولكنها تماسكت قدر الإمكان، وحاولت أن تبدو غير مهتمة لما يحدث معها، حتى أنها أخبرت صديقتها بأن لها حبيب وأنها ستتزوجه عما قريب، حتى تنقذ كرامتها من الوضع المؤلم الذي وقعت فيه دون إرادتها.

النهاية السعيدة:

وبالفعل وافقت الفتاة على الزواج من ابن الجيران الذي طار من الفرح دون أن يعلم أن بقلبها شخص آخر وأنه مجرد وسيلة لتنساه وحتى لا تُهان كرامتها أكثر من اللازم، ولكن مع مرور الأيام اكتشفت خطأها الفادح من حبها لذلك الشاب المخادع، إنه ليس حباً إذا ما قارنته بحبها لزوجها الذي يشعرها بالسعادة والفرح، أنه يعشقها حتى الجنون، واستطاع أن يجعلها تحبه وتعشقه ولا يمكنها العيش بدونه، فهي أقل ما يقال عنها تذوب به عشقاً.

التعليقات (0)
اضف تعليق