اكتشاف الخيانة .. هل هو نهاية الطريق

التسامح:

عندما يخبرنا شخصاً ما بمشاعره، ومشاكله العاطفية، نشعر وكأن الحل سهل، وأن الأمور ليست صعبة مثلما يتصور، خاصة عندما يتحدث أحدهم عن تعرضه للخيانة، حينها تختلف الآراء، هناك من ينصحه بالنسيان والاستمرار مع من يحب، وأن المغفرة خير من الفراق والهجر، وهناك من يفعل العكس، ويؤكد على أن الخيانة هي نهاية العلاقة، ولا يمكن التسامح فيها، وكذلك حفاظاً على الكرامة الحل الوحيد هو الفراق مهما كانت النتيجة.

الوضع مختلف:

لكن ماذا لو اختلف الأمر، وأصبحت أنت من تعرض للخيانة، والآن أنت تعلم تماماً الشعور بالخيانة، حينها يمكنك أن تلتمس العذر للحبيب المجروح، لأنك أصبحت في مثل موقفه، وتشعر بما يشعر به من حزن وكراهية للحياة، والآن، ماذا ستفعل، هل فعلاً ستسامح وتعذر وتنسى مثلما نصحت بالأمس، أم أنك سيكون لك رأي آخر.

الحبيب الخائن:

جميع المشاكل يمكننا إيجاد حل لها، إلا الخيانة، يصعب على الشخص أن يسامح، لأن هذا الشعور يفسر الكثير من الأمور في باطنه، الخيانة تعني أن حبيبك يفكر في شخص غيرك، ملك فؤاده وفكره وعقله، أستطاع أن يخرجك من حياته ويحل محلك، هذا من جهة، ومن جهة أخرى عندما تتذكر ذكرياتك مع الحبيب الخائن، وأن حبك له لا يضاهيه شيء في الحياة، خاصةً وإن قمت بتقديم تضحيات كثيرة وعظيمة له، وأن الأشياء المميزة التي فعلتها معه يوماً ليست هكذا بالنسبة له، الحبيب الخائن يضر نفسه ويضر حبيبه أكثر، ليس هذا فقط، بل قد يمتد الأمر أحياناً ليصل إلى المحيطين به، ومدى علاقتك بهم وتدهور تلك العلاقة ووصولها من سيء إلى أسوأ، لذلك عليك أن تكتشف بسرعة إذا كان الشخص الذي تحبه يخونك أم لا؟

نصائح:

هل تريد فعلاً أن تعرف نوعية حبيبك، هل هو خائن أم لا؟ أم أنك تخشى من معرفة حقيقته، هذا الأمر يحتاج إلى شجاعة كبيرة منك قبل أي شيء آخر، لأن تلك المعرفة لن تؤدي بك إلى السعادة، بالعكس قد تجعل حياتك جحيم، وتحولها من حال إلى حال أسوأ، وأكبر دليل على ذلك هو حكمة تخبرنا أن صاحب العقل دائماً يشقى بعقله، وكذلك أخو الجهالة في الشقاوة ينعم، ومقولة أخرى تخبرنا أن ما لا تعرفه لن يؤذيك حتى تعرفه، فالكثير منا على يقين كامل بأن زيادة المعرفة تعني زيادة التعاسة، لأن في هذه الحالة تنكشف الكثير من الأمور المجهولة، والتي تفسر الكثير أكثر مما يجب، وتجعلك تدرك الأشياء وتفيهم الأشخاص بطريقة تجعلك تصل إلى الصدمة والعجز عن الفهم والاستيعاب.

الصدق:

هو عدو الخيانة، كنت صادقاً معه، في كل تصرفاتك وأفعالك وآرائك، ولكنه لم يبادلك نفس الشعور، بل أنه لم يهتم لهذه المشاعر منك، وفضل عليك شخص آخر، هل تعتقد أنك إذا عرفت هذه الأشياء عن حبيبك ستشعر بالسعادة بعدها، لا تستهون بالمعرفة فهي وبشكل آخر نوع من المسئولية، لذلك يجب ألا تتحملها إلا عندما تكون مهيئاً لذلك وقادراً عليها، وهي مقياس لقوة تحملك ومعدنك الصلب وشجاعة القلب، لأن المعرفة تماماً كاللكمة التي تتلقاها على وجهك وبقوة تماماً مثل مباراة الملاكمة، لديها القدرة على تحطيم عظام الوجه، ولكن تذكر دائماً أنك في نهاية التمرين ستكون قادراً على الدفاع عن نفسك.

الاكتشاف:

اكتشافك خيانة الحبيب لك، سيؤثر بالسلب على حياتك وحياة من حولك، لأنك وببساطة ستشعر بالغدر، وأن أحب شخص إلى قلبك هو من تسبب في قتلك دون رحمة أو شفقة، كأنه قد سرق منك روحك، وتركك مدمر وخالي من الداخل، والأسوأ أنك ستصاب بالجنون لسؤالك اللحوح والذي لا إجابة له لديك، لماذا خان؟ ما هو التصرف الذي دفعه لفعل ذلك، وكأنك تلوم نفسك على تصرف المشين، الشخص الذي يجب أن يشعر بالخجل هو الحبيب الخائن وليس أنت، مهما كانت أسبابه للخيانة، فهو في النهاية قد غدر بك وبدون رحمة.

التعليقات (0)
اضف تعليق