كيف تكون راضيًا عن نفسك

إن الرضا عن النفس هي مسألة في غاية الأهمية، فالرضا عن النفس هو الوصول إلى أقصى درجات النعيم والسعادة، وحتى تكون راضيًا عن نفسك ينبغي عليك أن تكون ناجح في حياتك، والنجاح في الحياة لا يأتي بهذه السهولة، بل يأتي نتيجة بذل المزيد من الجهد والعمل المستمر، فعليك بإستمرار أن تقيم سلوكك وسيرك في الحياة، حتى تستطيع تقدير مدى نجاحك ومرات سقوطك.

كما ينبغي عليك أن تستثمر وقتك في الأشياء النافعة، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وهو الذي ستسأل عنه يوم القيامة، فالإنسان يضيع وقته ويهدره ولا يدرك ما يفعل بوقته، كما أن هدر الوقت يمنعك ويعوقك عن تحقيق الإنجازات والوصول إلى الأهداف، لذا يجب عليك أيها القارئ أن تستثمر وقتك في الأشياء المفيدة، حتى تكون راضيًا عن نفسك وعن ما تفعله في حياتك.

والإنسان الذي يضيع وقته في العبث واللهو، وفعل أشياء لا قيمة لها، يتمالك شعور بالنقص الداخلي، ويشعر بضعف الثقة في نفسه، لذا يجب عليك أن تقف مع نفسك، واعمل على تصحيح منهجك في الحياة، إذا كنت من الذين يضيعيون أوقاتهم في ممارسات لا قيمة لها، يجب عليك أن تكون صاحب هدف وحلم وطموح ورؤية في الحياة، فالإنسان الذي لا طموح ولا هدف له في الحياة يكون دائمًا  وأبدًا غير راضي عن نفسه، وحتى تكون صاحب هدف ينبغي عليك أن تحدد لنفسك مجموعة من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وتبذل المزيد من الجهود، وتعمل على تحسين سلوكك.

والحياة بلا هدف هي حياة عقيمة، ولا بركة فيها، ويمكن تشبيه الحياة التي بلا هدف كالجسد بلا روح، لذلك، فتعيين الأهداف شئ ضروري، كما يجب عليك كل حين وآخر أن تقيم ما نجحت في تحقيقه من هذه الأهداف، وما لم تنجح أيضًا في تحقيقه، ويجب أن تقوم بتحديد جدول زمني لضبط قائمة الأهداف وترتيب الأهداف الأهم فالمهم، فمهم جدًا أن تضع لنفسك مدة زمنية لتحقيق كل هدف، حتى يساعدك على الإنجاز بشكل أسرع، كما يجعلك راضيًا عن نفسك عندما تصل إلى الهدف المنشود في الوقت المحدد.

كما يجب أن تكون واقعي عند وضع أهدافك، ومراعاة الإمكانات المتاحة لديك فهذا الأمر هام جدًا عند وضع الهدف، لكن على الصعيد الأخر، لا تخجل أو تخاف من وضع هدف معقد أو هدف بعيد المنال على قائمة أولوياتك وأهدافك، طالما أنك تمتلك الإيمان القوي بإمكانية تحقيق هذا الهدف، فطالما كان لديك الدافع والرغبة الداخلية والعزيمة فإنه بإمكانك تحقيق كل الأهداف التي وضعتها، حتى أشدها صعوبة وتعقيد، ولا تتحدث دائمًا مع الأخرين بأهدافك، أو تجاهرهم بجميع أهدافك، احتفظ لنفسك بخصوصيات لا تشرك الأخرين فيها، خاصة فيما يتعلق بالطموحات والأهداف المستقبلية، وتذكر دائما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”.

 وحتى تكون راضيًا عن نفسك ينيغي عليك أن تكون واثق بنفسك وبإمكانياتك وبقدراتك، كما ينبغي عليك أن تفكر في الخطوات التي تخطوها في حياتك كل يوم، وأن تفكر في كل شئ أنت مُقبل عليه، ويجب أن تعرف أن تعاملك مع المواقف بحكمة وهدوء يجعل احتمالية وقوعك في الخطأ بنسبة قليلة، وكلما كانت أخطاؤك أقل كنت أكثر رضا عن نفسك، وعليك أن تتفاءل تكون متفائل دائمًا، وأن الله لا يضيع  أجر من أحسن عملا، ولا تتعجل رؤية النتائج وحصد ما قد زرعته في حياتك، فالله يمهمل ولا يهمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *