كيف تغير حياتك في دقيقة

كيف تغير حياتك في دقيقة؟ خلق الله تعالى بني آدم وجعل فيه من الملذات والشّهوات، و زرع فيه حبّ متاع الدّنيا الفاني، فالله سبحانه وتعالى يعلم ضعف العباد، و يعلم ما تعهّد به الشّيطان من غواية بني آدم إلى الشر، فرتّب اللج جل وعز البشريات للصّابرين الذين يرجون رحمة الله ورضوانه حيث يعملون الأعمال الصالحة ويجتنبون كبائر الإثم، فالمسلم الحق الذي يرغب في أن ينال رضا الله يسعى لذلك حتى يصل إلى أفضل شيء في الوجود وهو رضا الله عليه، و يجعل كل شيء يفعله في الحياة الدنيا خالص لوجه الله، ولا شك أنّ ذلك الأمر يحتاج إلى تثبيت المولى جل وعز لقلوب المسلمين على الطّريق المستقيم، فمن المعروف أن القلب سمي قلبًا لكثرة تقلبه، القلوب متغيّرةٌ متقلّبةٌ يقلّبها الملك حيث يشاء، و قد بيّن الله عز وجل أنّه يثبت الذين آمنوا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة، فالثبات على الخير مطلوبٌ بل واجب وهو غاية المسلم في هذه الحياة الدّنيا، ولا شك أن التغييرٍ يسعى إليه المسلم الحق وينشد إليه هو التّغيير الذي يطرأ على الحياة الخاصة به و يؤدّي به إلى الأفضل ويذهب به إلى النّجاح في الدّنيا قبل الآخرة.

كيف تغير حياتك:

بعض الأوقات ما تصيب الإنسان الكآبة والغم والضجر وضيق الصدر من الحياة وروتينها اليومي، ويتمنى أن يُحدِث التغيير في حياته، وأن تُكسّر القواعد وجميع القيود التي تعيق حركته، إلا أنّه يبقى في محله يتساءل لماذا ومتى وكيف التغيير، وهل بمقدور الشخص التغلب على ما يمر به من عواقب، والحقيقة أنّ المرء بإرادته وقوة صبره يتغلب على جميع الظروف والصعاب المحيطة به مهما كانت مريرة، بل هو الذي يُكرّس هذه الأمور الصعبة لخدمته، ويستفيد منها لتكون دافع ومجال خصب لخبراته وتجاربه.

13-500x330

فمن ضمن سُبل تغيير الإنسان لحياته إلى الأفضل هو اتباع منهجٍ واضحٍ في الحياة، حيث أن المسلم يجب أن يكون فطن ذّكي على بصيرةٍ من أمره دائمًا، فتراه في العبادات يسعى للاستزادة منها بل و تأديتها على أتم وأكمل وجه ، فكلّما تقرّب العبد إلى ربّه بنّوافل العبادة والطّاعات كلّما أحبّه الله جل وعز و قرّبه إليه فيشعر وقتها بالدّنيا وقد ملكها ويشعر بحلاوة الإيمان والسّكينة والطمأنينة من قِبل الله عز و جل، وأيضًا يحرص المسلم على تأدية الصلاة في خشوعٍ و طمأنينةٍ لأنّه بذلك تكمل صلاته وصلته بربّه و يجني مقاصد العبادة المطلوبة وآثارها على النّفس والروح.

  • قد يرتكب المُسلم في حياته الكثير من الأخطاء والمعاصي التي تُغضب الله جل وعلى، ولكنّه بعد فترة زمنية يعترف بذنبه ويبحث عن كل الطرق التي تجعل الخالق يرضى عليه ويتقبل دعوته، فيلجأ إلى الاستغفار، فالاستغفار له تأثير كبير في تغيير حياة الفرد المسلم ويجعله قريب من الله تعالى، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم به حين قال: “يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإنّي أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة”، فيتمّ الاستغفار بالتلفّظ بعدّة عبارات خالصة لله تعالى، كالقول “استغفر الله العظيم”، أو القول : “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت”، بجانب حضور القلب.

  • من وسائل التغيير أيضًا التي يحتاجها الإنسان هي أن يتعرف عليها عند عزمه على تغيير حياته قويمة، فيكون قد حدد الدوافع والأسباب التي من أجلها كان التغيير، وأدراك أهمية التغيير في الحياة والثمرات التي سيحصل عليها من ذلك، والآن جاء وقت السير بنشاط والانطلاق في طريق النجاح، فعليه أن يتسلّح بالسُبل التي تعينه على ذلك ومن تلك الوسائل:

أن يعلم الإنسان ما الذي يريده من الحياة، وأن يحدد أهدافه التي ينوي تحقيقها، والأحلام التي يريد تحقيقها، ويرسمها في مخيلته؛ فالأحلام كثيرًا ما تكون سبباً في سعادة الإنسان إذا كانت هدفها سامي، وتجدد نشاطه، وانطلاقه للعمل بعزم واجتهاد بدون كللٍ أو ملل، ومهما واجهته الصعوبات والعوائق فإنَّه لا ييأس، ويتخطاها مبتسمًا، ليسير في طريق الأحلام الذي يراه في يقظته، حتى يصل إلى هدفه.

training

  • وضع قائمة تتضمن تحديد المشاكل المراد حلها وعلاجها أو التغيير من أجلها، فكثيرًا ما يبحث الأشخاص عن سبيل للخلاص من الوضع القائم أو الحالي، دون تحديدٍ دقيقٍ للمشكلة التي سببت القلق له، وبعد تحديد المشكلة يضع الأسباب التي أدَّت إليها إلى حيز الوجود، وما الحلول الممكنة لحل هذه المشكلة.

  • يتطلب التغيير شجاعةً من الشخص وتصميم من الفرد، ومثابرة كبيرة توصله إلى النهاية، فمن الصعب أن يتحول الشخص من شخص سلبي إلى إنسانٍ ناجحٍ ومفكرٍ وإيجابي، لأنه بذلك يسير عكس هواه وعكس القواعد والمفاهيم العامة التقليدية المنتشرة بين الناس، فالتغيير إلى الأفضل والنجاح والسعي للتميز لا يفكر به إلا القليل من الناس، ولذلك من أراد التغيير عليه أن يتسم بالشجاعةِ المطلقةِ ليكون مختلف عن الباقين.
  • كل فرد منا يتمتع بقوى كامنة في داخله لها جوانب عدة، تميزه عن غيره من البشر، فهي قوةٌ تستمتع من خلالها بالحياة وتشعُّ بالنور، وعليه استثمار هذه القوة الكامنة الداخلية، لتمده بالطاقة لمواصلة طريق التغيير وطريق والنجاح، وإخراج أفضل ما عنده من إبداعاتٍ ومواهب كامنةٍ حتى تخرج إلى النور.

  • الثقة بالنفس لها أثرًا كبيراً ورائعًا في جذب انتباه الآخرين إلى الشخص، فهؤلاء الأشخاص يتقدمون بأعمالهم وينجحون بها بشكل سريع ويجدون النجاح أينما ذهبوا، لذلك تعد ثقتهم بأنفسهم نتيجة العمل المتواصل والاجتهاد المستمر، حيث تتوالى نجاحاتهم وتزداد أعمالهم ويتركون أكبر الأثر خلفهم، فيعد الشخص الغير مهزوز والواثق من نفسه شخص لا يفشل بسرعة لأنه لديه معتقد بأنه لديه قوة داخلية تحركه إلى الطريق الصريح، ودائمًا الشخص الواثق من نفسه هو من أنجح الأشخاص وسط فريق العمل الذي يعمل فيه، بل ربما يكون دائمًا مدير أو مسؤول عن فريق العمل.

أساليب_تطوير_الذات

  • الاستفادة من نجاح ممن هم حولنا وخبراتهم يُعتبر من ضمن سبل التغيير إلى طريق النجاح، فيستفيد الإنسان من تجارب الآخرين ومن أخطائهم التي وقعوا فيها لنتلاشاها ونبتعد عنها، ونتعرف إلى نقاط القوة التي كانت سبب في انطلاقهم وتميزهم؛ فالأشخاص المتفوقين دائمًا في حياتهم مكسبٌ يجب استثماره والتعلم منه والفوز بالقرب منه، أما الأشخاص أصحاب الهمم الواهية والإخفاقات المتكررة، يجب على الشخص الابتعاد عنهم وتجنبهم، وتذكر دوماً القول المأثور: (إذا أردت أن تكون أسد فيجب أن تعيش وسط الأسود).

وأخيرًا كيف أغير حياتي في لحظة هي من الأمور التي يهتم بها الأشخاص ذوي الهمم العالية والذين دائمًا يسعون إلى الأفضل لحياتهم ولحياة أسرتهم ومن حولهم.

الكلمات المفتاحية:
كيف تغير سلوكك وتغير حياتك,كيف تغير نمط حياتك الى الافضل,كيف تغير حياتك بفضل الاستغفار,كيف تغير تفكيرك لتطوير حياتك,كيف تغير حياتك الى الافضل,كيف تغير حياتك في دقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *