كيف تتلذذ بصلاة قيام الليل

صلاة قيام الليل:

إن قيام الليل لا شكّ أنه من أعظمِ الطّاعات عند الله سبحانه وتعالى، وهي تعتبر كنزٌ عظيمٌ لمن أدركها، حيث  تتحصَّلُ فيها الطُّمأنينة والرِّضا، ويحصل فيها العبد على الأجر الوفير الكثير والخير الكثير، حيث أنها  زاد العارفين وملاذ الخائفين، كما أنها تعتبر نورٌ في المُحيّا ونورٌ في المَمات، وجنّةٌ لمن اعتادها، وراحة كبيرةٌ لمن ارتادها، كيف لا وهي التي تشهدها الملائكة وتكتبها السَّفرة الكِرام البررة.

%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%aa%d8%aa%d9%84%d8%b0%d8%b0-%d8%a8%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%a9-%d9%82%d9%8a%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%84%d8%9f

تعريف قيامُ الليل القيام لُغوياً: مصدر قَوَمَ، قام الفرد أي: وقف ونَهَض، انتصب، وعكسُه قَعَد، حيث أنه كان قاعدًا فقام، حيث أن قام الأمرُ: ظهر واستقرَّ، وقام اللَّيل: صَلّى. حيث أن قيام الليل اصطلاحاً: هي تعني  الصّلاة تَطَوُّعاً والذِّكرُ ليلاً، وصلاة قيامُ اللّيل: هي ما يُصَلّى في النّوافل بعد صلاة العشاء وذلك قبلَ النَّوم وقيل: قيام الليل هو قَضاءُ اللّيل كلّه أو ساعةً منه في الصّلاة أو الدّعاء أو غير ذلك، لذا فلا يُشترط أن يكون القيام طوال اللّيل أو أكثره، بل يصحّ أن كان لساعة أو ساعتين أو حتّى إن كان لجزءٍ قليلٍ منه، كما ويرى ابن عباس رضي الله عنهما أنّه يحصل بصلاة العشاء جماعةً، والعزم على صلاة الصّبح جماعةً، وقيل: معنى القيام هو أن يكون العبد مُشتغلاً معظم اللّيل بطاعة، وقيل: ساعةٌ منه، قد يَقرأ القرآن، أو قد يُسبِّح، أو يذكر الله، أو قد يسمع الحديث.

ما هي الأسباب المعينة على قيام الليل؟

حيث أن هناك مجموعة من الأسباب التي قد تعين المسلم على أن يقوم لأداء صلاة قيام الليل، والتي منها:

أولا أن يعرف فضل قيام الليل، ومنزلة أهله عند الله تعالى، وأنّ لهم السّعادة في الدّنيا والآخرة، وأنّهم من أصحاب الجنّة، وقد شهد الله لهم بالإيمان الكامل. كما يجب أن يعرف كيد الشّيطان، وأنّه يثبته عن قيام الليل، والترهيب من ترك قيام شيء من الليل؛. وان يقصّر أمله في الدّنيا، وأن يتذكّر الموت، فإنّه يدفع على العمل ويذهب الكسل . أن يغتن صحّته ووقت فراغه، ليكتب له ما كان يعمل. حيث يجب إن يحرص على النّوم مبكراً، وذلك ليأخذ قوّةً ونشاطاً يستعين بذلك على قيام الليل وصلاة الفجر، وذلك لحديث أبي برزة – رضي الله عنه – أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – كان يكره النّوم قبل العشاء وكان يحرص على الالتزام بآداب النّوم، وذلك بأن ينام على طهارة، وإن لم يكن على طهارة قام فتوضأ، وصلّى ركعتين سنة الوضوء، ثمّ يدعو بما تيسر من أذكار النّوم.

من سُنن الله سبحانه وتعالى في خلقه أنه قدْ جعل الليل للنّوم والرَّاحة والسكينة، ولذلك قد جعل صلاة قيام الليل من أفضل الصلوات بعد الصلاة المكتوبة وذلك لما فيها من ترك لذة النوم والراحة والقيام للصلاة والاستعداد لها بالوضوء في مختلف فصول السنة قد يكون في الشتاء؛ وذلك من أجل التقرّب إلى الله سبحانه وتعالى والحصول على رضاه؛ فالليل يعتبر أقرب الأوقات إلى الله وأقرب إلى الإخلاص في العبادة؛ فالناس في غفلة النوم وفي هدأة الليل وعتمته. وصلاة القيام قد داوم عليها الصالحون من الأمم السابقة وذلك لما فيها من المقربة من الله وتكفير السيئات والآثام التي يقترفها المرء في نهاره، وهي أيضًا سببٌ كبير للنّهي عن الإثم والمعاصي. لذلك قد استحقّ القائمون للصلاة في جوف الليل المديح والثناء من الله عليهم في مُحكم التنزيل .وأما عن أحكام قيام الليل وعدد ركعاته التنفل بالصلاة هو أمرٌ مستحبٌ في معظم الأوقات، وأفضلها ما يُعرف بصلاة داود عليه السَّلام؛ وهو الوقت الذي ينزل فيه الله جل جلاله نزولًا يليق بعظمته إلى السماء الدُّنيا، لكن الأفضل تأخير القيام حتى آخر الليل، كما يجب على المسلم تبييت النِّية لقيام الليل قبل نومه. وبالنسبة إلى آداب قيام الليل عند الاستيقاظ أنْ يذكر الله بما يشاء من الأدعية المأثورة. كما يفضل أن يبدأ المسلم قيام الليل بركعتين خفيفتين، فعن أبي هريرة:”إذا قام أحدكم من الليل؛ فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين”.

الكلمات المفتاحية:
كيف تتلذذ بالصلاة لمشاري الخراز,كيف تتلذذ بالصلاة مشاري الخراز,كيف تتلذذ بالصلاة الحلقة 1,كيف تتلذذ بالصلاة جودة عالية,كيف تتلذذ بعبادتك قيام الليل,كيف تتلذذ بالصلاة قيام الليل,كيف تتلذذ بعبادتك 8 – قيام الليل – الشيخ مشاري الخراز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *