السكينة في القرءان الكريم

السكينة لغة:أصلها يدلُّ على خلاف الاضطراب والحركة.
فالسُّكُونُ ضدُّ الحركة، يقال: سَكَنَ الشَّيء يَسْكُنُ سُكونًا، إذا ذهبت حركته، وكلُّ ما هَدَأَ فقد سَكَن، كالرِّيح والحَرِّ والبرد ونحو ذلك، وسَكَنَ الرَّجل سكت.
والسكينة: الطمأنينة والاستقرار والرزانة والوقار.

واصطلاحا: قال ابن القيِّم: (هي الطُّمَأنِينة والوَقَار والسُّكون، الذي ينزِّله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدَّة المخاوف، فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه، ويوجب له زيادة الإيمان، وقوَّة اليقين والثَّبات).

من ذلك قوله تعالى: “ويا ادم اسكن أنت وزوجك الجنة”

وهي تدل كذلك على الهدوء والاستقرار, والبعد عن الاضطراب.

والمسكين من أسكنته الحاجة وأذلته, وسمي بذلك لقلة تصرفه…

والمسكنة هي الخضوع وهي بدورها مأخوذة من السكون. أي قلة الحركة بسبب الفقر و العوز.

ولفظة السكينة جاء ذكرها في القرءان الكريم مرات ومرات… بمعان متفاوتة حسب الحركة, لكنها ترد دوما بمعنى الطمأنينة والثبات.

فالسكينة هي ما يجده القلب من الطمأنينة عند تنزيل الغيب, فتبعث على الاطمئنان والسكون.

فلا طاقة للإنسان بالتحكم بها, لأنها لا تنشأ عن قوى القلب والنفس.

لكن القرءان لم يقف في هذا المعنى وحده ليعبر عن السكينة والطمأنينة, بل تجاوزه لمعان أخرى, ونزولها قد اقتضى أن تكون بمثابة التأييد والتقوية لعباده المؤمنين في حركتهم التعبدية.

والسكينة, اختلف الإسلاميون في ماهيتها… فمنهم من قال: هي روح من الله, ومنهم من قال: أنها ملك يسكن في قلب المؤمن. ومنهم من رأى أنها ريح سريعة المرور. فتفيض على القلب وتهدئه و تشعره بالطمأنينة… فالله عز وجل ينزل هذه السكينة على قلب المؤمن في حالتي الاضطراب والتقوية, فيؤنسه في الأولى, حيث يجد نفسه عاجزا لا حول له ولا قوة فيسبب ذلك العجز خللا في قواه وقدراته فيمنحه ما يتغلب به على اضطرابه ويعزز قوته ويؤيده في الثانية.

“فأنزل السكينة عليهم”

 “وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين” قال الشيخ ابن عثيمين في تفسير هذه الآية ” و ( التَّابُوتُ ) شيء من الخشب أو من العاج يُشبه الصندوق ، ينزل و يصطحبونه معهم ، و فيه السكينة – يعني أنه كالشيء الذي يُسكنهم و يطمئنون إليه – و هذا من آيات الله ” و قال ” و صار معهم – أي التابوت – يصطحبونه في غزواتهم فيه السكينة من الله سبحانه و تعالى : أنهم إذا رأوا هذا التابوت سكنت قلوبهم ، و انشرحت صدورهم. “

  هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي :  وفي الحديبية نزل قوله تعالى لمؤانسة المؤمنين قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ علِيماً حَكِيماً

فالحديبية كانت من المواقف التي امتحن فيها المسلمون ومن المواقف الشديدة فنزل قول الله تعالى لتخفيف ما بهم.

السكينة حال نزولها في قلب المؤمن تحدث أثرا واضحا في جسمه وفي نفسه, فينزل عليه الوقار فأثر السكينة في الجسم يكون للعقل و النفس معا… فيتصف الإنسان آنذاك بالرفق والإقبال على الخير والنفور من الشر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *