الرجل الطيب

الانسان الطيب إنسان فيه ميزة جميلة ورائعة ربما لا تتوافر لدى الكثيرين في هذه الأيام العصيبة، فمع مرور الزمن واقتراب موعد يوم القيامة يسوء الحال، وترى الفساد والشر يكثر بل يظهر ويفوح  عند الكثيرين، ولكن مع ظل وجود تلك المحن تجد بعض المنح، والانسان الطيب يعتبر شخصية حنونة لا تعرف الخبث ولا الحقد ولا الحسد، الرجل الطيب رجل طيب بطبعه يحبه كل الناس حتى أعداءه يحبونه لأن يتسم بطبع قلما تجده في هذا الزمان.

00

من هو الرجل الطيب:

الرجل الطيب شخصٌ يحبه الجميع، لأنّه إنسان يحبه الله، على الرغم من أنّ الكثير من الأشخاص يخلطون ويظنون أن هذا الشخص ضعيف الشخصية يقبل بأي وضع، ويعتبرون الطيب شخصًا يتنازل عن حقوقه بسهولة، فهو ساذج أو ضعيف الشخصية، ويصفونه بالأحمق أحيانًا، خصوصًا أن الطيبة في هذا الزمان أصبحت صفةً نادرةً بين الناس ربما يفر الناس منها ويعتبرونها عيبًا.

من يجد صفات الانسان الطيب لا بد أن يتمسك بهذا الشخص جيدًا، ولا يحاول أن يفلت منه أو أن يتخلّي عنه، فجميعنا نتمنى أن نكسب أصدقاء وأشخاص يتمتعون بصفة الطيبة، لأنها صفة مميزة تجعلك تتعامل مع الشخص دون تكلف أو خوف أو قلق، خاصةً أنّ صفات الانسان الطيب من الصفات التي تحلّى بها الأنبياء والصالحون والصحابة والتابعون، وقد دعت جميع الشرائع السماوية وخاصة الدين الإسلامي إلى حسن الخلق والقول الطيب الحسن، وأن يترك المسلم الحقد والغل والحسد بين الناس، لأنّ الإنسان الطيب إنسانٌ نقيّ من الداخل.

389713_10150786942869844_37843969843_9511178_1220844827_n

صفات الانسان الطيب الخلوق:

  • حُسن إيمان المرء فهو أهم صفة وخُلق يجب التحلّي به، وهو الطريق إلى باقي الأخلاق الحميدة، فمتى صلُح إيمان المسلم صلُحت باقي أعماله، فالمؤمن يُراعي حق الله في أقواله وأفعاله، كما جاء في الحديث الشّريف: “ليس المؤمنُ بطعَّانٍ ولا لعَّان، ولا فاحشٍ ولا بذيء”، هذا الحديث يُبيّن أخلاق كلام المسلم وما يصدر من لسانه، ونلاحظ أنه جاء في مواضع كثيرة في القرآن والسنة في الحث على حسن الخلق وعلى أهميّته، فوصف لسان المؤمن أنّه لا يطعن الآخرين، أي لا يذكر عيوب الآخرين أو أن يسب أمام النّاس، ولا يلعنهم أي يدعو عليهم باللّعنة، ولا يقول قولاً زورًا أو سبابًا وشتائم، ولا يتّسم كلامه بالكذب والخيانة والخديعة وقول الزور.

hqdefault

  • من صفات الانسان الطيب الخلوق أنه يحسن الظن بالله وبالناس ولا يسيء الظن أبدًا قال الله تعالى “إن بعض الظن إثم” وربما الشيطان يلعب على هذا الوتر ويوقع بين الناس بإساءة الظن وينشر الكراهية والحقد بين الناس، مما يؤدي إلى الوقوع في الذنوب والمعاصي.
  • يتمنى الخير للجميع ويحبّ كل من حوله ويحب لهم تحقيق الأفضل دائماً، وسريرته نقية لا يسر إلا الخير، وباطنه يشبه ظاهره، ولا يضمر الشر أو ينوي فعله لأي شخص مهما كان، يتجاوز عن إساءة الآخرين له بطيب نفس ونفس رضية وينسى من يسيئون إليه، كما يسامح على الخطأ وينسى ولا يعاتب، وإذا عاتب عاتب عتابًا يسيرًا غير قاسي، ويقدّم العون والمساعدة للآخرين، حتى دون أن يُطلب منه فهو شخص خدوم بطبعه.
  • لا يسيء الظنّ بالآخرين ودائمًا يظن الخير ويقدمه أولاً ولا يدخل في مشادات كلامية ولا نزاعات أو خصومات مع الآخرين، يحبه جميع الناس ويكن لهم كل تقدير واحترام خاصة من هم أكبر منه سنًا لذلك تجدهم يرتاحون في التعامل معه ومحادثته ويحبون مجلسه، يحاول الإصلاح بين المتخاصمين، ويقرّب بين القلوب، حتى إذا كان على حساب نفسه ويحاول جاهدًا وساعيًا في إدخال الفرح والسرور إلى قلوب الناس جميعًا، يبذل نفسه وماله من أجل الناس، دون أن ينتظر منهم أي مقابل مادي أو معنوي.

تعزية

  • بالطبع هؤلاء الناس الطيبون تجدهم على درجات متفاوتة، فربما يجتمع في إنسان طيب صفة أو صفتين أو كلهم مجتمعون فيه حسب كل شخص وحسب العادات والتقاليد وحسب التربية الحسنة من الوالدين والأهم من كل ذلك المرجعية الدينية التي تحث على الأخلاق الحميدة وحسن الخلق.
  • ولكن ليس معنى ذلك أن يكون الإنسان طيبًا متنازل عن حقه أو أن يؤكل حقه من قبل الناس أو أن يهدر أي حق من حقوقه، ولكن هذه صفة مذمومة أن يكون الإنسان طيب طيبة سلبية لدرجة ضياع حقوقه وأن يستغله الناس، فخير الأمور الوسط حيث يجب أن يكون الشخص الطيب طيبًا لله أولاً وألا يفعل أي شيء وهو مرغم عليه، فيجب أن يفعل الشيء سواء القول أو الفعل برضاه، وألا يجامل أحدًا مجاملة في غير موضعها مثل نفاق مدير العمل مثلاً.
  • لا يُفشي الشخص الطيب أسرار الآخرين بسبب الضغط الشديد عليه من قبل أحد الأشخاص بل يصون الأمانة، يتحلّى بالأخلاق الحسنة لله والصّفات الحميدة، التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة النبوية المطهرة، يحزن لحزن الآخرين ، ويَحرص على مواساتهم، ومسح دموعهم، ويفرح لفرحهم في المناسبات ويشاركهم هذا الفرح بكلّ رحابة صدر وحب ويتميّز بمشاعر رقيقة دفاقة، لدرجة أنه يبكي عند رؤية منظر أو مشهد محزن أو سماع موقف مبكي من أحد الأشخاص، ولا يحقد على أحد ولا يمتلئ قلبه بغل تجاه شخص من الناس، لا يقع في حسد الآخرين ولا يتمنّى زوال النعمة عنهم، بل يمكن أن يتسم بالغبطة وهو الحسد الغير مذموم وهو تمنى ما عند الناس مع عدم تمنى زوال النعم لديهم.

كيفية_معرفة_شخصية_الانسان

  • يتسم بالإيثار ويفضل الناس على نفسه في حدود المباح، حتى لو كانت لديه حاجة لهذا الشيء، ولكن ليس من أمور الدين لأن في أمور الدين يفضل الشخص نفسه على الناس مثل الالتحاق بالصفوف الأولى في صلاة الجماعة، يُخدع بسهولة من قبل الآخرين، لأنه يظن فيهم ما هو فيه ، فيصطدم بالواقع المرير ولكن هو على خير عظيم ما دام ينوي لله ويقدم النية الصالحة لله بهذا القول أو العمل، وهو شخص غير أناني وليس لديه حب التملك والتفرّد بالأشياء فضلاً عن التباهي بتلك الأشياء، ولديه الكثير من الأصدقاء، والذي يجيد التعامل معهم لأنه يتعامل بنية صافية والذين يحرص على الاحتفاظ بهم، وعدم إفلات أيديهم منه.
  • يحاول إسعاد غيره من الناس قدر استطاعته ولو على حساب راحته ولو على حساب نفسه التي بين جنبيه، حيث يُقدم مصلحة الآخرين على مصلحته الشخصية في كثير من الأحيان، ويتمتع بنية سليمة وطيبة، خالية من أي خبث أو سوء أو نوايا سيئة، ولا يتمنى الشرّ لغيره حتى لو كان غير مسلم، ويسامح الآخرين على أخطائهم التي يقترفونها معه، ولا يتمنى لهم الشر بل يلتمس العذر لغيره إذا أخطأ، ويجد المبررات دائماً للآخرين ويعفو ويصفح عن الخطأ الذي وقع عليه، ويتهاون معهم في أمورهم، ويسعى دائمًا لإرضاء الآخرين ولا يرضى لأحد بأن يكون غاضبًا منه ويسعى لمصالحته على الفور.
  • يشكر الناس دائمًا على فعل الخير، فكثير من الناس بمجرد ما تقدم لهم مساعدة لا يقومون بالشكر، ولكن هو على عكس ذلك فإذا قدم له أي شخص مساعدة ما شكره على الفور دون تردد بل يقدم له مقابل في بعض الأحيان ويرد له الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *