احترام الكبير والعطف على الصغير

إن للتربية الإسلامية الصحيحة فوائد كبيرة على المجتمع ليكون مجتمعاً محباً فيه العدل والحب والتسامح وكل ما وصى به الإسلام من معاملةٍ جميلة والالتزام بالصفات الحسنة والابتعاد عن السيئة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..وإن احترام الكبير والعطف على الصغير من هذه الآداب المهمة التي تعطي الحب والاحترام المتبادل بين الإخوة وتقوي من علاقتهم وكلما أصبحت العلاقة بين الإخوة أكبر وجمع بينهم الحب والتسامح والاحترام كلما زادت قوة الإسلام وعُرفت مدى أهميته وحسن مبادئه، ففي الحديث عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا”. رواه الترمذي.

احترام الكبير والعطف على الصغير

احترام الكبير والعطف على الصغير

فالرحمة والعطف على الصغير أسلوبٌ رائع لتربيته والطفل بريءٌ دائما ويحب الحنان والعطف فعندما يجد هذه المعاملة سيبادلها بالاحترام …وعندما يتولد الاحترام للكبار ستجد مجتمعاً راقياً فيه المعاملة الرائعة والتي تُسعد الجميع.

ويتم ذلك بتعليم أطفالك الكبار أن يعطفوا على الصغار فلا يقوموا بضربهم أو شتمهم ولا يجب أن يقسوا عليهم، وكلما عاملوهم بعطفٍ أكبر حصلوا على احترامٍ أكبر أيضاً، وعلى الأهل بالطبع أن يعلموا الصغار احترام الكبار ولا يعاملوهم وكأنهم في سنهم، فللأسف بعض الناس في أيامنا هذه تجد أولادهم ينادون لعمهم الكبير مثلاً باسمه وبدون أي احترام! والأهل غير مهتمين بذلك! وهكذا يذهب الاحترام وتذهب المحبة! ولذلك يجب تعليمهم أن ينادوا للكبار بالعم أو الخالة مثلاً ولا يعلوا بأصواتهم ويجب عدم مقاطعة الكبار ..كل هذه الأمور الأهل هم المسئولون عنها ويجب أن يعلموها لأولادهم.

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” . رواه الترمذي.

إذاً فيجب أن نتعامل مع الأهل بكل محبة فعند الدخول نلقي السلام ونكون ذو وجهٍ بشوشٍ دائماً، نحب الخير لهم ونساعدهم ونعاملهم بكل احترام ونقدم لهم كل ما يريدون.. فعن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا تحقرنّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق”. رواه مسلم.

ومن الاحترام أن نقدم الشكر لهم على كل ما يفعلونه مهما كان بسيطاً وتقديم كل الخير لهم، وعلى الكبار والصغار تقديم الخير، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه”. متفق عليه.

علموا أطفالكم أن يقدموا الخير للجميع للفقراء والمساكين وحتى الإخوة وكل المسلمين..فمثلاً علموا الطفل أن يتحلى بالأخلاق الحسنة فيهدي صديقه هديةً جميلة يعبر بها عن محبته له وأن يكون بشوش الوجه دائماً وليس بعبوس..وعليه أن يتعلم الصدق فلا يكذب لا على صغيرٍ ولا كبير! ويجب تعليم الأطفال أن يتحدثوا بهدوءٍ ولطف وليس بجنونٍ وغضب واعلموا دائماً بأن معاملة الأهل تنعكس على الأطفال! فحسن من نفسك أولاً ..كلما كانت معاملتك مع طفلك لطيفة وهادئة كلما زادت المحبة وتعلم طفلك منك ذلك! تربية الأهل دائماً تنعكس على الطفل فعندما يخطئ الطفل لا يلومون إلا أهله ويقولون أين أهل هذا الطفل؟! ألم يقوموا بتربيته؟!

إذاً..فكل المسؤولية تقع على عاتق الأهل ويجب عليهم أن يحسنوا التربية ويعلموا أطفالهم فعل الخير ويحذروهم من كل فعلٍ خاطئ.

تعريف الأطفال والصغار على دين الإسلام وتعليمهم عنه وعن الأخلاق الحسنة وعن الفروض فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) طه 132.

كما أنه يجب أن تكون معهم دائماً وتتفقد ما يريدون وتعظهم وتنصرهم إن كانوا على حق فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أنصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذا كان مظلوما، أرأيت إن كان ظالما فكيف أنصره؟ قال: تحجزه ـ أو تمنعه ـ من الظلم فإن ذلك نصره”. رواه البخاري.

ويجب عدم معاتبة الأطفال على الدوام ونصحهم بأسلوبٍ جميل ولطيف..حيث أن الطفل قد يقوم بأمرٍ خاطئ بنية طيبة ..ولذلك إن تم تأنيبه بشدة فقد يترك ذلك أثراً في نفسه فيجب معرفة سبب فعله للأمر ومعاملته بأسلوبٍ جميل وليس بعنف وذلك ينطبق على الكبار أيضاً فلا يجب أن يتم استخدام العنف أبداً، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هيّن ليّن سهل”. رواه الترمذي.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إيّاكم والظن، فإنّ الظنّ أكذب الحديث، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، كما أمركم، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا ـ ويشير إلى صدره ـ كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله، إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم” رواه مسلم.

يجب على المسلمين التحلي بالأخلاق الحسنة و بها يتم التعامل مع الصغير والكبير حتى يكون مجتمعنا قوياً ومتماسكاً ويجب أن نتمسك بالأخلاق التي أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه بعض الأخلاق القليلة التي ذكرناها وهناك الكثير أيضاً ولكن لا تنسى بأن من أهم الأمور أن تحترم الكبير وتعطف على الصغير واعلم بأنك مهما كبرت هناك أكبر منك ومهما صغرت هناك أصغر منك فلن تذهب عنك هذه المهمة ولكم أحترم الرجل الكبير في السن عندما يرى من هو أكبر منه يقدم له كل الاحترام فأين نحن من ذلك؟! وفقنا الله وإياكم لفعل الخير وترك المنكرات وأصلح الله حال الأمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *